للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

كرنكو وفعلاء والأدب انستاس:

أشرت في كلمتي (فعلاء) في الرسالة الغراء (٧٤٥) إلى تخطئة الأستاذ كرنكو الأب انستاس في وصفه الجمع بذلك المفرد وقد رأيت أن أنقل تغليط المغلط وجواب المخطأ.

قال الأستاذ فريتس كرنكو: في مطالعتي مجلتكم (لغة العرب) بعض الأحيان تستعملون مفرد أفعل المؤنث أي فعلاء في مكان الجمع كما يفعل كتاب مصر، فقد جاء في لغة العرب (٢٥٢: ٦) الأشجار الخضراء في مكان الأشجار الخضر.

فرد عليه الأب انستاس ماري الكرملي قائلاً: (من مزايا لغتنا وصف المنعوت المجموع من غير العاقل بصفة مفردة مؤنثة ومنه في سورة الحاقة: قطوفها داينة أي دانيات. وقوله في الأيام الخالية أي الخاليات وفي سورة البقرة: إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم وهذا لا يحصى لغة العرب مج٦ ص٧٨٢)

وتخطئة الأستاذ كرنكو هي قول مفلت مجرد، ولا يعبأ بشيء في مثل هذه المعاني لا يصحبه نص يبرهن به عليه أو دليل قوي أو ضعيف.

وقد توهم فاضل كبير درج أن قول سيبويه وقول المبرد يؤيدان المقالة الكرنكوية فكان يحتج بهما في ردوده الكثيرة على مجادليه ومناظريه. والقولان - كما رأى قراء الرسالة - إنما يشرحان ويقرران أن أفعل وفعلاء يجمعان يكسران - إذا كانا صفتين - على فعل.

من المتقدمين الذين إذا وصفوا الجمع بمفرد الشاعر الأبيوردي قال في مرثية (الديوان ص٨).

ولو أستطيل على الحمام بعزة ... رفعت لها اليزنية السمراء

لتحدبت صيد الملوك على القنا ... حيث القلوب تطيرها الهيجاء

والأبيوردي الأموي شاعر كبير وعالم نحرير، قال ابن خلكان كان من الأدباء المشاهير راوية نسابة شاعراً، نقل عنه الإثبات الحفاظ الثقات، قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في حقه (في كتابه في الأنساب) كان أوحد زمانه في علوم عديدة، وأليق ما وصف به بيت أبي العلاء (وإني وإن كنت) قال ابن خلكان: وله تصانيف كثيرة مفيدة وله في اللغة مصنفات كثيرة لم يسبق إلى مثلها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>