فهو في قول إحدى جواري العباسيين وهي تقلب تفاحة أهداها إليها سيدها
يا رب تفاحة خلوت بها ... تشعل نار الهوى على كبدي
لو أن تفاحة بكت لبكت ... من رحمتي هذه التي بيدي
هو بدعة أنشأها الفكر بين عاطفة الحب ودقة التصوير، وإما الفن في الشاعرة نفسها فهو بدعة الجمال وإبداع الخيال
ففي الطبيعة في الإنسان جمال تام، وفي غيره جمال ناقص
والفن في الزهرة مثلا شكل ولون وعطر، إذاصح أن العطر في الزهرة مقابل الروح في الفنان، وهذه كل ما في الزهرة من جمال، ولكن الفن فيك - إلى هذه الثلاثة - فكرة تخلق الزهرة في نفسك جميلة الشكل واللون والعطر
الفن في المرئيات نتيجة الفكر والجوارح، وإما هو فيما وراء ذلك فقد يكون وليد الفكر كالفن في الشعر، وقد يكون نتاج الفكر والجوارح أيضا كالموسيقى والخطابة ونحوها
تستطيع أن تتصور حبيبك تصورا تاما، وإما أن تصفه للسامع وصفا دقيقا، أو أن تتناول الريشة وترسم ما تتصور فذلكما ليس في طوقك ما لم تكن فنانا في الشعر والرسم. من ذلك يتضح لديك الفرق بين العلم والفن، فنواة العلم أن تتصور، وإما نواة الفن فأن تتصور ثم تتصور. فتصورك المسألة علم، ثم تصورك إياها فن. من ذلك تدرك فضل الفن على العلم وأنه احفل منه بالخلود
فالأثر الذي ينشأ عن الفكر وهو يكشف عن حقيقة ستار الجهل هو دون الأثر الذي ينشأ عن الفكر وهو يخلق الحقيقة خلقا
فليس للحكمة أن تهب الخلود للشعر وهو عار عن الفن، ولعل النظم الفصيح القاصر على الحكمة بعيد عن حظيرة الشعر للفرق بين قوله: