(اغتبط قراء (الرسالة) - وما أكثرهم - للنبأ العظيم الذي
أذاعته عليهم في أعدادها الأخيرة من تخصيص بعض أعدادها
لخدمة الوحدة العربية، والقضية العربية، وقديماً عرفت
(الرسالة) بخدمتها لرسالة العروبة وفضلها الجزيل على الثقافة
العربية، مما جعل لها المقام الأول في قلوب أبناء العرب في
سائر الأقطار، وجعل صاحبها محبباً إلى القلوب جميعها،
كريماً على النفوس كلها. أدامه الله للعرب فخراً وللإسلام
ذخراً. . .)
القضية العربية
البحث عن (القضية العربية) طريف، والحديث عن العروبة ذو شجون وبخاصة في هذا العصر، عصر القوميات. ونحن نريد اليوم في حديثنا الأول نبحث للقراء في تاريخ الفكرة العربية الحديثة، ونستعرض لهم أدوار هذه الفكرة وأبطالها في التاريخ المعاصر، ثم ننتقل بهم بالحديث عن الخدمات الجلي التي قدمها العراق للوحدة العربية وعن أثره في القضية العربية الأخرى، وبخاصة عن المعاهدة العربية الأولى التي عقدها العراق عام ١٩٣٦ مع المملكة العربية السعودية؛ وقد كانت هذه المعاهدة نواة الوحدة العربية، ثم كيف سافر جميل بك المدفعي رجل العراق من بغداد إلى صنعاء بطريق القاهرة في شهر أغسطس سنة ١٩٣٧، وأشرك دولة اليمن السعيدة في معاهدة الوحدة، فأصبح الحلف العربي ثلاثياً بعد أن كان ثنائياً، وترك الباب مفتوحاً لسائر الدول العربية للدخول في هذه الوحدة، والانضمام إلى هذه المجموعة العربية، كما دخلها: العراق والحجاز واليمن.