للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة العلم]

حول أبعاد الحيز

هل الزمن بعد رابع؟

(إلى أستاذي جردان أهدي هذه الفصول)

للأستاذ خليل السالم

- ٢ -

قال أرسطو طاليس في أحد كتبه للخط الهندسي مقدار في بعد واحد وللمستوي في بعدين وللحجم في ثلاثة أبعاد، وبعد هذه لا نجد تحويلاً كما نجد تحويلاً من الخط إلى المستوي أو من المستوي إلى الحجم. وبنى إقليدس هندسته التي اعتمدت عليها أكثر العلوم التي تمت إلى الرياضيات بصلة على هذه الفكرة، وهي أن أبعاد أي جسم أو أبعاد المكان ثلاثة ولا يمكن أن تزيد، ولذا كان من العجيب حقاً أن يقول العلماء - بعد قرون طويلة أخص ما يميزها إيمان بالأبعاد الثلاثة فقط - بالبعد الرابع الذي لا يقبله حس أو تصور. ونحاول في هذه العجالة التعقيب على هذا الرأي الذي قال به أول من قال الكاتب الفيلسوف ويلز في كتابه (آلة الوقت)، الذي أتينا على تلخيصه في المقال السابق

لا تزال مشكلة البعد الرابع، مثار البحث والجدل بين أقطاب العلم والفلسفة. فبينا نرى الأستاذ بيران من الجمعية الملكية يسخر من بدعة البعد الرابع سواء كان هذا الزمان أو غيره من أبعاد المكان، وينعى على تلك المقالات التي تؤيد هذه الفكرة خلوها من الدقة العلمية والتمحيص الواعي، نرى (أنشتين) وأتباعه يتبنون الفكرة ويجعلونها أساساً قوياً في بناء ناموس النسبية، واستطاعوا بذلك أن يفسروا كثيراً من الظواهر الطبيعية التي وقف أمامها مبدأ (نيوتون) في الجاذبية حائراً عاجزاً. ونرى كذلك فريقاً من فلاسفة الرياضيات لهم قيمتهم وشهرتهم العلميتان، يؤمنون بالبعد الرابع والخامس والسادس إلى ما لا نهاية، ويرفضون أن يكون المكان ثلاثي الأبعاد فقط كما عرفت الأجيال السابقة في قرون طويلة وكما نتعلم نحن الآن. (لعل لنا عودة لشرح هذا الرأي الأخير)

<<  <  ج:
ص:  >  >>