تحدث رئيس الوزراء إلى مندوب الأهرام في مسألة شغل المنصب الكبرى الخالية فكان مما أفضى به قوله: إن ملء منصب مدير الجامعة الذي خلا بتعيين الدكتور شوقي بك وزيراً للصحة يقلق بالي. . . إن الكفاياتفي البلاد تبدو قليلة بل نادرة. . . وربما كانت الأنظمة القائمة في الدولة لها نصيب من المسئولية عن هذا الحال، فالمرتبات المقررة للمناصب الرئيسية المماثلة لمنصب مدير الجامعة لا تغري الكفايات بقبول شغلها ولا بالبقاء إلى النهاية فيها.
أثار انتباهي في حديث رفعة الرئيس صراحته في تقصير الدولة نحو ذوي الكفايات من حيث المكافأة المادية التي يستحقونها، وذكرت بذلك أعضاء مجمع محمد فؤاد الأول للغة العربية.
يظن كثير من الناس أن هؤلاء الأعضاء يتناولون مرتبات كبيرة تناسب فخامة هذه العضوية ومكانتهم في عالم الأدب والثقافة ولا شك أنهم يدهشون إذا علموا أن عضو المجمع يأخذ مكافأة شهرية قدرها تسعة جنيهات وقروش. . . يضاف إليها جنيهات يشترط ألا تزود على خمسة إذا عمل العضو في اللجان المختلفة فوق جلسة المجمع العادية، واللجان ومكافآتها تكون في أثناء الدورة فقط. . . ويعامل نفس المعاملة أستاذ الجيل معالي رئيس المجمع!
ومعاملة أعضاء مجمع محمد فؤاد الأول على ذلك النحو لا نظير لها فيما تنطوي عليه من غبن. ولسنا بحاجة إلى ذكر مرتبات أعضاء البرلمان فهي معروفة، ولندع البرلمان وننظر إلى هيئة علمية كجماعة كبار العلماء، فإن أعضاءها يتناول كل منهم ستين جنيهاً في الشهر والدولة لا تقصر في إثابة كبار موظفيها على جلسات اللجان المختلفة فهل ذنب أعضاء المجمع أنهم ذوو حياء. .؟ وهل تنظر الدولة حتى يؤلفوا من بينهم (رابطة) تقدم مطالبهم وتدافع عن حقوقهم؟ إنه يطلب من المجمع أن ينجز كثيراً مما بين يديه من المهام، ولكن لا يبذل للأعضاء الجزاء المادي الذي يوازي هذه المهام فكيف ينتجون بالمجان؟