للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القسم العاشر:]

الاستعمار الفرنسي في الجزائر العربية

يولية ١٨٣٠ - يولية ١٩٤٧

(نحن نقص عليك نبأهم بالحق) قرآن كريم

للأستاذ أحمد رمزي بك

إنه نبأ هذه الأمة الجزائرية العربية التي تسكن أرض الجزائر ولها على هذا الوطن الحق الطبيعي التاريخي الثابت الذي لا تضعفه أقاويل فرنسا وادعاآتها لأنه منبعث من ثنايا القرون العديدة التي أمضتها هذه الأمة على أرضها وهي تتمتع بكامل شخصيتها وميزاتها لا يشاركها فيها أي مشارك ولا ينازعها في أمجادها أي منازع.

إنها قضية تسعة ملايين نسمة من المسلمين تحاول فرنسا أن تجعل منهم قطيعاً في بلادهم وعلى الأرض التي حملت تاريخ آبائهم وأجدادهم: أتدري أنهم محرومون من كل حق سياسي أو اجتماعي أو ثقافي؟ وأنهم لا يستطيعون أن يجهروا بأقوالهم ومشاعرهم؟ لأن حرية القول وحرية الاجتماع وحرية الصحافة بل حرياتهم الدينية محرمة عليهم.

ولكي تحتفظ فرنسا بإدارتها الاستعمارية وجبروتها تلجأ إلى فرض نوع من الرقابة البوليسية لا يقل عن أشد أنواع الجستابو الذي فرضته ألمانيا النازية والجيبيو الذي فرضته روسيا السوفيتية على أراضيها: إنها تجعل من إدارة الأمن العام والمكاتب الوطنية أداة للإرهاب والتشريد والتجسس وكبت الحريات لدرجة أنها تصرف خمس الميزانية على هذه الأداة البوليسية الجبارة.

تصور حكومة تشتري كيانها وحكمها وإدارتها بأن توزع خمس أموالها على هيئة بوليسية للقمع والإرهاب. ماذا يبقى لها أن تفعله في ميادين الحياة العامة ونشر التعليم والصحة؟ وهي مضطرة أن تحتفظ بجانب هذا بمبالغ للصرف على الجيش والقوات المسلحة الأخرى؟

لقد عرفنا شاتينيو سكرتيراً عاماً لمفوضية فرنسا بسوريا ولبنان ولمحنا في أحاديثه وأقوله الرجل الفرنسي المتمسك بمبادئ الثورة الفرنسية وتقاليدها المنبعثة مما أعلنته عن حقوق

<<  <  ج:
ص:  >  >>