لا يماري أحد في أن شباننا الذين شرعوا يترجمون دائرة المعارف الإسلامية جديرون بالإعجاب لعظم مقصدهم، وصدق عزيمتهم، واعتدادهم بأنفسهم في الاضطلاع بعمل بعيد المدى، عظيم الشقة. وإنا لنرجو أن ينالوا من التأييد والإقبال ما يفي بمثوبتهم على هذا العمل الجليل.
منعتني أعمالي أن أبادر إلى قراءة الكراسة الأولى من الترجمة العربية. فلما أتيحت الفرصة منذ أيام أقبلت على قراءتها إقبال المغتبط المتشوق، فقرأت الكراسة كلها في ساعات قليلة ولم أحس ضجرا ولا تعبا.
وقد ألفيت اثناء القراءة أغلاطا كثيرة أعرضها على القراء والمترجمين في الفقر الآتية:
١ - فمن الغلط في أسماء الناس والبلدان:
أرزن روم ص ١٠. والصواب أرزن الروم. وفي الأصل أرضروم فلم يبق المترجم على الاسم التركي، ولا اهتدى إلى التسمية العربية، ومن ذلك القرم ص ١١ والصواب القريم، وكبجاك ص ١٤. والصواب ففجاق، وأحمد تكدر ص ١٥. والصواب تكودار، وكتاب قرقد والصواب قورقود كما يكتبها الترك، ومن ذلك أتميدان ص ٤٢. والصواب آت ميداني. وهو ميدان في استنبول كان الرومان يسمونه هيبودرم فسماه الترك آت ميداني أي ميدان الخيل، ومن ذلك إروان أسم مدينة ص ٤٩. والصواب أريوان، ومحمد صقلي باشا ص ٥٦. والأتراك يكتبونه صوقوللي فيحسن أن يكتب بالعربية صوقولي، وججرات أسم مدينة في الهند ص ٥٧. والصواب كجرات، وججتاي أسم لهجة تركية والصواب جغتاي بالغين.
٢ - ومن غلط الأسماء الناشئ من الإضافة الفارسية وظن المترجمون أن حرف في الأصل يقابل الياء، وهو كسرة لا غير: آب - ي حياة ص١ والصواب آب حياة، وكتابي قرقد ص٢١ والصواب كتاب قورقود بغير ياء، وجلزاري إبراهيم ص ٣٥ والصواب