المصرية - أحزان (توفيق الحكيم) ونفوذ (طه حسين). . .
عبد القادر حمزة باشا
فاتني في العام الماضي أن أشهد مأتم الأستاذ عبد القادر حمزة - طابتْ تُربتُه، وكَرُمتْ ذكراه - ولم يفتني أن أشهد المأتم الذي أُقيم في هذا المساء بجوار دار (البلاغ)، تحيةً لروح ذلك الشهيد، شهيد القلم الحرّ، والرأي الصريح
وأقول: إني ما شعرت بحزن أو لوعة حين تجددت الصورة لموت ذلك الصديق، فهل خمد أسفي عليه وما قدُم العهد؟
أشهد أني لم أجد في نفسي استعداداً للتحسر والتفجع، كما ينبغي أن يقع في مثل هذا الظرف، وإنما توجهتْ نفسي إلى معنىً آخر هو نقد الأُسلوب المتبع في إقامة الذكريات لهذا الطراز من الرجال
وأشرح هذا المعنى فأقول: إن عبد القادر لم يمت إلا بعد أن أقام ألوف البراهين على أن للقلم دولة في هذه البلاد، وبعد أن أقام أُلوف الشواهد على أن الذاتية السليمة تصل بصاحبها إلى أشرف الغايات، وترقم أسمه في صحيفة الخلود
فما الذي يمنع من أن تكون الحفلة التي تقام لذاكره حفلة فرح وابتهاج؟
كنت أحب أن يتنادى من اشتركوا في تحرير (البلاغ) - وهم يعدُّون بالعشرات - إلى إقامة سهرة طريفة على متن النِّيل في ليلة قمراء، تحيةً للكاتب العظيم الذي أرَّخ مجد النيل أعظم تأريخ
كنت أحب أن نتنادى لإقامة حفلة بهيجة في (معبد الكرنك)، وهو المكان الذي أوحى إلى عبد القادر أن يكون إماماً في تاريخ مصر القديم، ولعله أول مؤرّخ جعل الإيمان بعظمة مصر عقيدة عقلية، وعقيدةُ العقل أَعظم من عقيدة الروح
لو سمحت شواغل الحياة بأن يتنادى أصدقاء (البلاغ) لتكريم صاحب (البلاغ) لكان لهم في