ولكن الإيمان الذي يحتاج إليه العالم لمن يكون إيمان المعدات والأمعاء، لأن الإنسانية لن تحتاج إلى رسل وحكماء ليعلموها عبادة الطعام والشراب، وإن أحقر حصان معلق في مركبة نقل ليعلم من هذه الفلسفة ما يعلمه كارل ماركس ولنين وإخوان هذه لعصبة أجمعين
إنما يحتاج العالم إلى إيمان يليق بأبناء آدم، ولا يحتاج إلى إيمان يزعم أنه يخلصه من ضرورات المعدة بعبادة هذه المعدة في الصباح والمساء، وفي ساعة العمل وساعة الرياضة، وفيما يدير عليه تجارب العلم ومطالب الفن وأشواق النفس وعقائد الضمير.
قبّحت عقيدةٌ كهذه العقيدة إن قضى بها النحس على أمة من الأمم. فهي عقيدة لن تخلص الناس من ضرورات المعدة وخسائسها بل تفرض عليهم عبادتها وتسجل عليهم الخضوع لرهبة الجوع إلى آخر الزمان. وقبّح من رسل أولئك الرسل الذين لا جديد عندهم يعلمونه الناس وراء ما علمته الحشرات قبل ملايين السنين. وأبى الله أن (تنبسط) الاشتراكية الرعناء إن كان تحقير عظماء الإنسانية وتحقير الإنسانية كلها فرضاً لزاماً لمن يسترون شرورهم بأمثال هذه الدعوات.