في (سوق الرقيق) على البلاج، وبين هذا الحشد من العرايا، وفي غمار هذا اللحم الرخيص الذي يعرض في سوق الرقيق، فيعبث به العابثون، وتتجسس إلية النظرات المريضة، دون أن يقدم على شرائه أحد إلا بثمن اللحم الرخيص!
وفي هذا المكان. . . على البلاج، يقوم البوليس بجولات للمحافظة على الآداب!
أي والله! لا تضحك، ولا تدهش، فعين الدولة ساهرة على الآداب! ويد الدولة باطشة بمن يخدش الآداب، وبما يخدش الآداب!
وإليك البيان:
(مايوهات) الرجال ثلاثة أنواع:
نوع بحمالة على العاتق، ونوع بحزام، ونوع برباط من المطاط. . . وقد استفتيت الآداب فقالت: إنها ترتضي النوعين الأول والثاني. . . أما النوع الثالث فلا. . . وليس مرد هذا كله إلى فرق في حجم هذه الأنواع الثلاثة ولا شكلها، ولا في أن واحداً منها ساتر أو كاشف. . . لا. . . لا فتلك شكليات لا تعني الآداب! إنما السر كله في الحمالة أو الحزام أو الرباط!
ويمر الشرطي بالشاطئ، فأما من كان لباسه بحمالة أو حزام فذاك، وأما كان لباسه برباط، فيسوقه إلى (النقطة) ما لم يتوسط في الأمر الوسطاء!
ذلك كل ما يعني الدولة هناك من حفظ الآداب، وإن عين الدولة لساهرة، وإن يدها لباطشة. . . فحذار - أيها القارئ - أن تظن أن عين الدولة هناك غافلة عن رعاية الآداب!!!
ورعاية أخرى للآداب من تلك الرعايات في سوق العرايا على البلاج هذه الأجساد الرخيصة المكشوفة، المتلاحمة في البحر وعلى الرمال، المرمية في أوضاع حيوانية مريضة على مشهد من الأنظار. . . هذا اللحم المكدس المختلط من نساء ورجال في كل