جاء في خطاب مطول من الأديب (عبد القادر العشماوي) يروى فيه مناقشة أدارتها جماعة (الرابطة المصرية ضد التدخين) وقالت فيها الأستاذة الفاضلة نعيمة الأيوبي - على رواية الأديب - (لنكن عاديين في أحاديثنا لنقدر أن نعبر عن شعورنا وأفكارنا ونتفاهم في أغراضنا وشؤون إصلاحنا، لا سيما مع الطبقات الفقيرة. ولنخلع عنا ذلك الرداء المزيف الصناعي الذي نلبسه كلما قابلنا عظيماً أو وقفنا في حفل للخطابة؛ فلا ندري أأخطأنا في التركيبات النحوية أم في التعبير عن أفكارنا. ولنتكلم الآن باللغة التي نستعملها في كل مناقشاتنا حتى في مرافعاتنا أمام القضاء، ألا وهي العامية).
قال الأديب عبد القادر العشماوى:(ثم نهض الأستاذ كامل الكيلاني عقب الدكتورة نعيمة الأيوبي وقال ما فحواه: (إنه لا يسمح بأية حال من الأحوال بالموافقة على نصرة العامية على اللغة العربية الفصحى. ومن لم يستطع التعبير بالعربية الفصحى فما هو بمستطيع أن يعبر عنها بالعامية. . .)
وهكذا إلى آخر ما ورد في خطاب الأديب. ثم قال سائلاً:(ما رأيكم في هذا الخلاف؟ وهل يمكن نصرة اللغة الفصحى في بلد سواده الأعظم من الأميين؟ وإذا خاطبت إنساناً فقيراً باللغة الفصحى لتسدي إليه النصح والإصلاح هل يفهمك أو يظن انك تسخر به فيحز ذلك في نفسه وينصرف عنك متألماً؟ وأرجو أستاذي إذا تفضل بالجواب أن يكون رده على صفحات مجلة (الرسالة) الزاهرة المحبة إلى نفوسنا، واليكم عظيم الاحترام. . . الخ)
تلك رواية الأديب، وهي لا تستلزم في الجواب عليها أن أتعرض لتفصيلات رأيين لم أقف منهما على غير هذه الإشارات التي لا تشمل كل ما يقوله صاحب الرأي في شرحه والدفاع عنه.
فحسبنا أن نحصر الكلام هنا في العلاقة بين الفقر والعامية، وهل من دواعي العطف على الفقير أو من دواعي النظر في مشكلة الفقر أن ننصر العامية على الفصحى، وأن نعبر عن آرائنا باللغة التي يتكلمها الفقراء؟
فالعامية قبل كل شئ هي لغة الجهل وليست بلغت الفاقة أو بلغة اليسار