انتهت مقالات الغمراوي في الثورة على آرائي في إعجاز القرآن، الآراء المبثوثة في كتاب النثر الفني، انتهت مقالاته بأسرع مما كنت أتوقع، ففي كتاب النثر الفني آراء في إعجاز القرآن أخطر من الآراء التي تحدث عنها بإسهاب، ولو كنت أستظرف هذا الرجل لدللته على تلك الآراء، فهو في أشد الاحتياج إلى أن يعلن عن نفسه بتكفير الدكتور زكي مبارك، كما أعلن عن نفسه أعواماً بتكفير الدكتور طه حسين
لقد أشقى نفسه، وأشقى المطابع، وأشقى باعة الورق، ليخرج كتاباً ضخم الحجم في نقد كتاب الشعر الجاهلي، وهو اليوم يصوم ليدخر ما يطبع به كتاباً أضخم وأفخم في نقد كتاب النثر الفني
أعانك الله يا أيها الأستاذ المفضال على نفسك، فما بعد شقوتك شقوة، ولا بعد ضياعك ضياع
وأنا مع هذا أعطف عليك، لأنك من قراء كتاب النثر الفني، وبقراءته ستدخل الجنة بغير حساب، فهو تميمة لنجاتك من تكفير المؤمنين بلا دليل ولا برهان
وإذا صح زعمك الأثيم باني أحارب القرآن فلن يسمع الله لك، ولن تجد من يستريح إلى بهتانك، يا كاتباً يؤذي الرجال باسم الدين، وهو أجهل من أن يفهم أسرار الدين
إن مقالاتك في مجلة الرسالة كانت وبالاً عليك، فقد صورتك بصورة من لا يفهم حرفاً واحداً من حروف القرآن، وهي أيضاً شهدت عليك بالعجز عن الصراحة في مجادلة رجل قضى شبابه في الاعتصام بالرأي الصريح
أنت تعرف جيدا أن إدارة الرقابة بوزارة الداخلية لا تسمح بنشر المجادلات الدينية، ومن هنا كان طغيانك، وإلا فما الذي أسكتك عن نقد آرائي في إعجاز القرآن وقد ظهر كتاب النثر الفني قبل عشر سنين؟
لا يؤذيني أن تزعم أني ملحد، ولا يؤذيني أن يتفق الناس جميعاً على أنني ملحد، فأنا أصافي الله وحده، ولا أقيم لبني آدم أي ميزان