للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الاستعمار البريطاني في الملايو]

للأستاذ محمد جنيدي

أعاصير هائجة، ورياح عاصفة، تهب في الملايو لتقويض صرح الاستعمار البريطاني!. . .

أفكار ثائرة، ونفوس غاصبة. . . أبت الاستكانة لسيادة قوم فرضوا نفوذهم على شعوب ضعيفة بوسائل الخداع النفاق، والقوة والطغيان، فسلبوا حقوقها، ومحوا استقلالها، فعادت القهقري إلى حقب بعيدة. . . وقد دار الزمان دورته، وعادة الحياة إلى أجسام الشعوب المستعبدة، ودب النشاط فيها، فشرعت تكافح في سبيل استعادة حريتها المسلوبة، لتعيش على سطح هذا الكون حرة مستقلة، تشارك الشعوب الحرة في حفظ تراث الإنسانية، ودعن أسس السلام العالمي

وعندما وقفت أجهزة الحرب العالمية الثانية في الشرق الأقصى لتستريح من النصب الطويل الذي لاقته في سبيل استعباد الأمم الضعيفة، واستغلال خيرات أراضيها، ظهرت على مسرح السياسة الدولية أجهزة التحرير للشعوب الأسيوية تعمل في ضوء النهار، وفي حلك الليل، للقضاء على الاستعمار الغربي، لتقيم الدليل على حق الشعوب المستعبدة في تقرير مصيرها، كما نص عليه ميثاق الإطلانطيقي. . . الذي كان رمزاً لغاية الدول الكبرى لأعمالها بعد أن تضع الحرب العالمية الأخيرة أوزارها، كما كان شعلة وهاجة تشير بها للشعوب الضعيفة بالسير في موكبها لتنعم بالحياة الحرة الخالية من شوائب الفقر والخوف

لقد بدأت الشعوب الأسيوية المستعبدة تنتهج السبل الموصلة إلى تحقيق آمالها الوطنية، وتتخذ الوسائل الفعالة إلى التخلص من براثن الاستعمار الغربي، منتهزة الظروف القاسية التي أقعدت الدول الكبرى المهيضة الجناح عن المضي في مناهضة الحياة الحديثة الثائرة التي برزت في الشرق تطالب بنصيبها من الحرية

ففي الشرق الأقصى في إندونيسيا، أعلن الإندونيسيون استقلالهم وقيام حكومة جمهورية مستقلة في السابع عشر من شهر أغسطس عام ١٩٤٥ (بعد مرور يومين على وقوف آلات الحرب والدمار في الشرق الأقصى) وأعدوا عدتهم لملاقاة كل الاحتمالات المتوقعة التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>