سوف تظهر من جانب الدول الكبرى الاستعمارية، محاولة منها القضاء على استقلال إندونيسيا، وإعادة سيادتها مرة ثانية عليها. . . فاتحدت القوات الاستعمارية - الإنكليزية والهولندية واليابانية - للقضاء على استقلال إندونيسيا، وهدرت أفواه مدافعها تصب نيرانها الحامية على الإندونيسيين الأحرار، وضحى الشعب الإندونيسي في سبيل حفظ حريته وتدعيم أساس جمهوريته كثيراً من النفوس الطاهرة التي قدمت نفسها رخيصة على مذابح الحرية. . .
هذا في إندونيسيا، البلد المجاور لملايو، وهناك على الجانب الآخر من الملايو بلد ثائر غاضب. . . هو (فيتنام) فقد أعلن الفيتناميون الأحرار استقلالهم وظهور جمهورية شعبية مستقلة تتولى إدارة البلاد، وذلك في شهر أغسطس عام ١٩٤٥
ولم ينج الفيتناميون الأحرار من غضب المستعمرين الغربيين الذين لعبوا دورهم السياسي والعسكري في فيتنام. . . فجهزوا عليهم جيوشاً جرارة للقضاء على حكومة فيتنام الحرة، كما سلحوا أذنابهم من الفيتناميين أتباع الإمبراطور باوداي، وقد خلق المستعمرون في الهند الصينية قوة دولية للقضاء على حكومة فيتنام الحرة، وبذل الفيتناميون دماءهم وأرواحهم في سيبل حفظ حكومتهم الحرة، ولا يزالون يكافحون الجيوش الاستعمارية ويكبدونها الخسائر الفادحة حتى تعترف السلطات الاستعمارية بحريتهم واستقلالهم، وفي خضم هذه المعارك التحريرية الأسيوية في الشرق الأقصى تحرك الشعب الملايوي، والتف حول زعمائه الأحرار، فنظموا صفوفهم ووحدوا جهودهم، وأنشئوا الأحزاب السياسية، وأقاموا المنظمات الثقافية، لتتولى شؤون الحركات التحريرية التي تتطلب التضحية في المال والرجال، ليقيموا حياة جديدة حرة في وطنهم الذي يلاقي الأمرين من الاستعمار الإنكليزي
لقد نهض الشعب الملايوي بعد ما رأى المعارك الاستقلالية الدامية تدور حوله بين الأسيويين الأحرار والغربيين المستعمرين، فطالب السلطات البريطانية بحرية بلاده، مستندا في ذلك إلى حقه الطبيعي والشرعي في الحرية والاستقلال، وعلة ما جاء في ميثاق الأطلسي الذي ضمن للشعوب الضعيفة حق تقرير مصيرها
وهنا تقف إنكلترا حائرة في هذا الجو المضطرب، أو في هذا الخضم الثائر في الشرق الأقصى، فالحركات الاستقلالية تلفح نارها الهند الصينية التي يقاتل فيها الفرنسيون قتالا