للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مريرا لإيقاف الزحف الشيوعي عن مناطق نفوذهم فيها، وتؤيد - إنكلترا فرنسا في حركتها العسكرية الضخمة في الهند الصينية لصد التيار الشيوعي عن المستعمرات الغربية في الشرق الأقصى فتشبثت إنكلترا بحقها الدولي في بقاء سيادتها على الملايو، وكان رد فعل لهذا أن غدت ملايا بركانا ثائرا، يشيع فيها الاضطرابات والثورات

إن الاستعمار الغربي في الملايو هو المسئول الأول عن الاضطرابات الحاضرة في جميع أنحاء ملايا، أو بعبارة - أوضح إن الاستعمار الغربي هو الذي أثار هذه الاضطرابات، وأشعل هذه الثورات، فالثورة الحاضرة في الملايو هي ضد الاستعمار البريطاني الذي رفض التسليم بحق الملايويين الشرعي في حرية بلادهم، وهي ثورة شعب على وضع يناهض تقدمه ويعرقل سيره. فلو أن السلطات الاستعمارية البريطانية قدرت مدى تغلغل الروح القومية في نفوس الشعب الملايوي كما قدرت مدى انتشار الروح الوطنية في الهند، لأفسحت المجال للشعب الملايوي ليسير في طريق الحرية والاستقلال، وليلحق الشعوب الأسيوية التي سبقته في هذه المضمار فغدت حرة مستقلة، ولكنها أغمضت عينيها عن هذه الروح الثائرة وعن هذه الحركات الهائجة، فأرسلت جيوشها الجرارة إلى الملايو لتخمد أنفاس الملايويين، وقد بلغ عدد الجنود التي - قذفتها بريطانيا إلى ملايا بعد الاضطرابات الحاضرة مائة وخمسة وعشرين ألف جندي، وتؤيدها مائة ألف جندي كانت موجودة في ملايا قبل الحوادث الأخيرة

يزعم الاستعمار الإنكليزي في الملايو بأن بقاءه فيها هو لحفظ النظام الديمقراطي والحقوق الإنسانية من داء الشيوعية التي تقضي على الحقوق الديمقراطية، وتقلب أوضاعها رأسا على عقب، وهذا الزعم ينهار تحت الحقائق الناصعة التي تثبت أن الشعب الملايوي شعب شرقي مسلم قد حماه دينه من العقائد الضارة والنظم الفاسدة التي تهدم كيان المجتمع

وهناك ادعاء آخر، وهو آخر ما في جعبة إنكلترا من الادعاءات التي تبرر بقاءها في الملايو، وحقها في استعمال الأسلحة ضد الثوار، وهو أن الثوار في ملايا ليسوا هم الوطنيين بل هم الصينيون الشيوعييون الذين يستمدون العون من الصين الشيوعية، وغايتهم القضاء على الاستعمار الإنكليزي في الشرق الأقصى. فهل هذا الادعاء قائم على دليل مستخرج من الحياة الملايوية الحديثة تستند عليه إنكلترا في حق قيامها بواجبها

<<  <  ج:
ص:  >  >>