للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العسكري للقضاء على الحركات الشيوعية في الملايو؟ لا. . . إنه ادعاء لا يرتكز على دليل ملموس. وهو إدعاء باطل، أريد به تضليل العالم بأن الملايويين قانعون بحياتهم الحاضرة تحت ظل الحكم البريطاني. . . وهذا إفك وافتراء. . . فإن الشعب الملايوي قد أبى الخضوع للحكم البريطاني، ولا يريد إلا التحرر من نفوذه الذي عاقه عن الحركة والتقدم مدى قرون طويلة

وإذا درسنا الحياة الحديثة في ملايا دراسة صحيحة من الناحية السياسية والثقافية - وهما الناحيتان البارزتان - لمعرفة مستوى نضوج الشعب، نجد أن الشعب الملايوي كغيره من الشعوب الأسيوية التي كانت مستعبدة قد عرقل سيره الطبيعي الاستعمار البريطاني، فالحكم البريطاني قد أغلق أبواب العلم والمعرفة أمام الشعب الملايوي، وحصره في محيطه الضيق، وفي أفقه العادي، لا يرتشف من مناهل العلم، ولا يتصل بالعالم الخارجي، برغم أن هذا الشعب محب للعلم، تواق إلى المعرفة، فهو شعب مسلم، يحثه دينه على التسلح بسلاح العلم، والتزود بالفنون الحديثة، كما أن الاستعمار البريطاني قد حظر على الشعب الملايوي إنشاء الأحزاب السياسية، وإقامة المنظمات الثقافية، فمنذ وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها لم تظهر في ملايا أحزاب سياسية أو منظمات ثقافية تدعو الشعب إلى التحرر من الاستعمار البريطاني؛ فالسلطات البريطانية أبعدت الشعب الملايوي عن ميادين الجهاد المقدس بعد الحرب العالمية الأولى كيلا تتقلص سيادتها عن ملايا، بينما كانت الأحزاب السياسية والمنظمات القومية قد برزت في إندونيسيا من ١٩٠٨ وهي البلد المجاور لملايا

ومن المشكلات الصعبة التي تعانيها ملايا في حركاتها التحريرية اليوم، مشكلة الجاليات الأجنبية. فالزعماء - الملايويون يريدون التوفيق بين وجهات نظرهم ووجهات نظر الجاليات الأجنبية التي تكون عدداً مساوياً لعدد الوطنيين. . . ويبلغ عدد سكان ملايا خمسة ملايين ونصف مليون نسمة، ومن الطبيعي أن وجود هذا العدد الهائل من الأجانب في ملايا له تأثيره البارز في الحركات التحريرية الملايوية - نجاحا وفشلا، تقدما وتدهوراً

والتوفيق بين وجهات نظر الملايويين والأجانب هو كما يريده الملايويون الأحرار، اندماج الأجانب وهم يمثلون الصينيين في القومية الملايوية، بحيث يشعرون بما يشعر به

<<  <  ج:
ص:  >  >>