للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الملايويون من الآلام والاحساسات إزاء مشكلتهم القومية الكبرى. وقد تشبث الصينيون بوجهة نظرهم وهي بقاؤهم متمسكين بقوميتهم الصينية، ووجوب انتقال سيادة ملايا إليهم، وظهر من هذا تباين تام في الآراء والأفكار، واختلاف في الشعور والإحساس بين الملايويين والصينيين، وهذه العوامل المعنوية لها تأثيرها الخطير في الحركات القومية الملايوية، ولا شك أن هذا التباين من أحد العوامل التي تعرقل سير الحركات التحريرية الملايوية اليوم. ويجد الشعب الملايوي نفسه أمام عاملين خطيرين يناهضان حركاته ومقاوماته ضد الحكم الأجنبي. فالعامل الأول هو الاستعمار البريطاني، والعامل الثاني هو العدد الهائل من الصينيين الذين يشعرون بشعور وطنهم، ويحسون بإحساس بلادهم، ويستغرب القارئ الكريمن من وجود هذا العدد الكبير من الصينيين في بلد صغير كملايا، ونحن نوضح له أسباب ذلك

إن الاستعمار الإنكليزي هو الذي فتح أبواب الهجرة أمام الصينيين في ملايا، منذ بدأ يبسط حكمه عليها، كي يجد الملايويون عنصراً أجنبياً يزاحمه ويقعده عن العمل، سواء كان في حقل الاقتصاد أو في ميدان السياسة. وقد نجحت السياسة الاستعمارية الإنكليزية في عملها نجاحا تاما، فاليوم يجد الملايويون الأحرار عقبة كأداء في سبيل حل قضيتهم الوطنية مع السلطات البريطانية، فالصينيون ويبلغ عددهم مليونين ونصف مليون يطالبون الحكومة البريطانية بالسيادة على ملايا، تاركين الشعب الملايوي صاحب البلاد وراءهم. وقد أنتج موقف بريطانيا الصلب العنيد تجاه مطالب الملايويين في الحرية والاستقلال أن قام الصينيون بأعمال التخريب والتدمير في الملايو مشوهين بذلك روعة الحركات التحريرية الملايوية التي شملت جميع أنحاء ملايا. ويدل سير الحركات التحريرية اليوم في الملايو على أن الشعب الملايوي سائر في طريقه المرسوم. . . لتحقيق حريته واستقلاله برغم العوامل المناهضة له؛ وتشرق على ربوع وطنه شمس الحرية، فيغدو شعبا حرا يشارك شعوب العالم في إقامة صرح حياة جديدة قائمة على أساس العدل والرخاء

وإتماما لهذا العرض الموجز عن الاستعمار الإنكليزي في الملايو أقدم للقارئ الكريم موجزاً عن الوضع الإداري الحاضر في ملايا، وعن مركزها الاستراتيجي، وعن النشاط الثقافي الذي سيكون له الأثر الكبير في نجاح الحركات التحريرية التي يستعر لهبها في ملايا

<<  <  ج:
ص:  >  >>