لم أكتب عن المنصورة مقالاً واحداً، وإنما كتبت مقالين أحدهما قُبَيْل السفر وثانيهما بُعَيْد الرجوع، وبين المقالين فاصل هو الإمضاء، فقد نبهتُ مدير مطبعة الرسالة مرتين إلى ذلك الإمضاء، فقد كنت والله أشعر بأنه لن يُثبته في صُلب الحديث، وقد وقع ما توقعتُ وصحّ للسيد محمود وصيف أن يحكم بأن المقال وقع فيه تناقض واضطراب
ولعل هذه الملاحظة تذكر مدير مطبعة الرسالة بأن ليس من حقه أن يتصرف بالحذف والإيصال في مقالات الكتاب، فقد يكون من الذين يخفى عليهم وجه الصواب في بعض الأحايين، وإلى صاحب الملاحظة أقدم تحيتي وثنائي
زكي مبارك
غناغراف
حضرة الأستاذ الجليل رئيس تحرير مجلة (الرسالة) الغراء
تعلمون كما يعلم قراء الرسالة أن لدى إدارة البرق (التلغراف) نوعاً من الرسائل أعد للتهنئة وهو يمتاز عن الرسائل البرقية العادية برسوم زخرفية ذات شكل بهيج
ومع أن هذه الميزة لا تكاد تؤدي مرح المهنئ المخلص وفرحه واغتباطه فقصارى ما أتمناه لكم ولقرائكم أن تتلقوا رسائل من هذا النوع بما يقر أعينكم ويطمئن قلوبكم
ولكن الذي أرجو أن أعرف وقعه لديكم وأثره فيكم هو نوع رسائل التهنئة الذي ابتكرته الولايات المتحدة، تلك الأمة الخالية القلب من متاعب العالم القديم
في عدد اليوم من جريدة الاجبشيان غازيت مقال ممتع بقلم المستر جرني وليمز عن ذلك النوع من الرسائل واسمه (الغناغراف) فماذا ترون لو ازدحمت غرفتكم بالرسالة أو بالمنزل العامر بفرقة من سعاة التلغراف تنشدكم برقية تهنئة من شعر رامي وتلحين السنباطي أو من شعر الدكتور زكي مبارك وتلحيني أنا؟!
يقول كاتب ذلك المقال إن مكاتب البرق في الولايات المتحدة أعدت نماذج مختارة من التهنئات المختلفة الأغراض وهي شائعة الألحان، ولكن للمهنئ أن يبعث بغيرها، ولدى