في ليل الأربعاء الماضي روعت الصحافة العربية بفقد رجلها وعميدها المأسوف عليه (جبرائيل تقلا باشا) صاحب (الأهرام). وقد أجمع الذين لابسوا هذا الرجل من قرب أو عاملوه من بعد أنه كان أصدق المثل الشريفة للعقلية اللبنانية العاملة المثابرة الثابتة، وأنه كان فضلاً عن ذلك موصوفاً بالتواضع الجم والحياء الكريم والسمت الحسن، وذلك بالطبع سر أبية في تكوينه، وأثر أمة في تربيته. وأسرة تقلا من الأسر اللبنانية القليلة التي غذت عروقها في التربة المصرية بالخلق الكريم والعمل الدائب. وإن في حياة الأهرام الطويلة الحافلة بالجد والصدق والعفة والشجاعة في بلد من أشد البلاد اضطراباً بالمنافع المختلفة والأهواء المتباينة لشاهداً على أن الفرد متى توفر له رأس المال الطبيعي من العمل والخلق والقدوة قام بما لم يقم به حزب، وقوى على ما لم تقو عليه أمة
وفي الحق أن الأهرام الخالصة بطبيعتها للجهاد الصحفي القومي هي من عمل الخلق المتشابه والغرض المتحد في تقلا وبركات والجميل. وذلك توفيق من الله نرجو أن يديمه على هذا العمل الجليل، ما دام على السبيل القصد والغرض النبيل.
إلى الأستاذ دريني خشبة
أخي الأستاذ دريني خشبة
أحييك الطف تحية. وبعد فأني قرأت ناشطاً ما سطرته بحذق في قصة المسرح الإفرنجي. وإني لأهنئك بهذه الوجهة فلا يكتب عندنا في ذلك الفن إلا الأقلون. وقد وقفتني أشياء فيما سطرت، وفيها شئ لم أر معدلاً عن الكتابة إليك في شأنه، وهو قولك في خاتمة المقال الثالث:(يتساءل هؤلاء النقاد. . . الرمزيين). فإني معرض عن الغرابة التي في ترتيب الأسماء لأسألك من أين استقيت (تساءل هؤلاء النقاد، ثم من هم؟) فإني والله ليدهشني أن يقحم (ساردو) على وجه التخصيص في الثبت الحافل العظيم من مؤلفي الدرامة الأوربية) وقد التصق في ترتيبك بالعظيم حقاً: موليير، واساه الله! وليدهشني بعد هذا أن يسل (ميترلنك) من الرمزيين. وأما بيرندللو فقد شرحت سنة ١٩٣٨ في الرسالة كيف يدخل في الطور الثاني من الرمزية الباحثة عن حقائق النفس لا عن خفايا العالم. ثم إني ما عرفت