للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

(أرواح شاردة)

تأليف الأستاذ الشاعر علي محمود طه

بقلم الأديب محمد فهمي كمال

هذه (الأرواح الشاردة) في تيه المرح والعذاب والحب، يحتفل بها شاعرنا علي محمود طه في كتابه الجديد احتفال الشاعر الهائم الذي تضطرب حياته في خضم هذا الكون العظيم، حيث تتوارى المعالم وتتلاشى الآفاق وتغيب الشطئان. ولقد وسم نفسه في عالم الأدب بالتيه والشرود، فهو (ملاح تائه) يهيم إثر (أرواح شاردة)، يجد لذته ومتعته في شروده وهيامه، حتى لكأنه أحد أولئك الشعراء البوهيميين الذي كتب عنهم (هنري برجير)، فهو ممن نلتمس عنهم غذاء الروح وري القلب في البيان المصطفق والخيال المنطلق والنغم المتسق!

ومن نعم الأيام أن يصدر هذا الكتاب الجديد في زمن تصطخب فيه الآذان وتضطرب الأذهان بأنباء أفظع مجزرة بشرية تمثلها روح الشر على مسرح الوجود، بل نحن في محنتنا هذه أحوج ما نكون إلى أمثال هذه الكتب المختلفة بالذوق الجميل والفن الرفيع، أكثر من حاجتنا إلى كتب العلم والمعرفة والحكمة والفلسفة التي لو شئنا شيئاً منها لالتمسناه في الكتب التي نقل عنها المؤلف أو تأثر بها، وفي غيرها مما لم ينقل عنه أو يتأثر به، ولكنا نحب هذا المزاح البديع من فن الشاعر الثائر علي محمود طه الذي عشقناه وفتنّا به في قصائده الفرحة وغنائياته المرحة!! فهذا الشارد الحائر بين معالم الجمال ومفاتنه في مصر والبندقية وبرن وروما وفرساي وانسبروك، سعيد بأن يلتقي بجماعة من الشاردين الحائرين أمثال: فيرلين ورامبو وبودلير وشلي ودي فيني وموسيه وجورج سان وشو وويلز، ممن تناولهم بالدراسة، أو عرض لهم ولآثارهم عرضاً سريعاً

فأما بول فيرلين فحديثه ممتع، ألمّ فيه المؤلف بسيرة هذا الشاعر الذي كان أرخم صوت صدح به الشعر الفرنسي في القرن الذي أنجب هيجو ولا مارتين وموسيه وجوتيه وسنت بيف ومالارمي وليكونت دي ليل وأناتول فرانس وغيرهم من الأعلام والعباقرة الأفذاذ

<<  <  ج:
ص:  >  >>