للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[هل كان النبي يعلم الغيب؟]

للأستاذ احمد محمد جمال

هل كان النبي محمد عليه السلام يعلم (الغيب) كلياً، ومطلقاً، ودائماً؟

أما أنا: فأقول: لا. وإنما كان يعلم (الغيب) بإيحاء الله له - متى شاء - في أزمنة، وأمكنة، وقضايا محدودة غير مطلقة. وليس الحجاب مكشوفاً له دائماً، بحيث يرى (غيب) ملكوت السموات والارض، ويعلم كل ما حدث أمس، وكل ما يحدث بعده. . وإن لم يرهما.

ولكن الأستاذ ناصر سعد - من العراق - كتب في مجلة الرسالة الغراء (العدد - ٩٩٨) مقالا يجزم فيه بقوله: (إن النبي - ولا شك - كان يعلم الغيب فيخترق بعقله أو بروحه الحجب، ويعرف حقائق أسرار الكون. . . ولا مجال لتكذيب هذا الأمر اليوم، بعد أن اقر علم النفس الحديث قراءة الأفكار وإحضار الأرواح ومحادثتها) الخ.

وذهب الكاتب الفاضل يضرب الأمثال على ما زعم فذكر:

(١) إخبار النبي عليه السلام لعمار بن ياسر (إنما تقتلك الفئة الباغية).

(٢) تحديثه بأشقى رجلين: أحمير ثمود عاقر الاقة، وعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

(٣) تحديثه عمير بن وهب بما جاء من اجله إلى المدينة، وهو ما تآمر عليه هو وصفوان بن أمية، في الحجر باليمامة، من اغتياله عليه السلام.

(٤) إخباره لعمه العباس يوم أسر في واقعة بدر، بما خبأه عند أم الفضل بمكة من مال.

(٥) ما حدث به سلمان الفارسي أثناء حفر الخندق، عنده لمعت برقات ثلاث تحت معوله - عليه السلام - الذي كان يضرب به صخرة اعترضت الخندق، فقال عن الأولى إنها بشار فتح اليمن، والثانية فتح الشام والمغرب، والثالثة فتح المشرق،

وقد صحت هذه البشريات، فتمت هذه ألفتوح.

(٦) حديثه عن العاصفة التي هبت في طريقه إلى غزوة بني المصطلق، بأنها هبت لموت عظيم من عظماء الكفار، فلما وصل المسلمون إلى المدينة وجدوا رفاعة بن زيد اليهودي قد هلك في ذلك اليوم. . .

(٧) قصة حاطب بن أبي بلتعة، وعلم النبي بالمرأة التي حملت حاطب رسالة إلى مشركي

<<  <  ج:
ص:  >  >>