للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وعلى الإدارة الثقافية وأعلام الفكر في دنيا العروبة أن يوجهوا عنايتهم إلى التراث العربي المجيد المبعثر في شتى المراجع ومختلف المصادر تختلط فيه الحقائق بالأساطير، ويختلف، فيه مؤرخي الإفرنج، ويوجه إليه المستشرقون غمزات النقد والتجريح، فينقوه من الشوائب ويصفوه من الرواسب ويخرجوه إخراجاً جديداً في إطار جميل تبرز فيه جوانب العظمة وأمجاد الماضي ومناهل العلم وأنوار الحضارة مع توجيه النظر إلى المآثر الغر والأيام الخالدة في تاريخ العرب والإسلام التي تهز المشاعر وتحرك العواطف، ليقف العربي المسلم على مجد أمته حين اتسعت رقعتها وترامت أطرافها فضمت معظم أجزاء آسيا وأفريقيا وجزر الروم ثم وثبت على أوربا فأنشأت حضارة في الأندلس استضاءت بنورها دول أوربا وظلت تدرس في جامعات الغرب حتى عصور متأخرة. ويبقى بعد ذلك أن نقرر أننا لا نريد أن يفهم القراء من دعوتنا هذه مفاخرة العرب لغيرهم من الأمم بالماضي أو الاعتزاز بعظام نخرة وقبور دارسة؛ بل نهدف إلى أن يطلع الشباب العربي والإسلامي على الماضي ليربط العرب والمسلمون بين ماضيهم وحاضرهم فيستلهموا من الماضي العزة والبطولة ويعلموا أنهم ليسوا اقل شأناً من اعظم الأمم المعاصرة، مثل هذا الشعور إذا نفذ إلى مسار النفس ملأها ثقة وطمأنينة، وحفزها للوثوب والنهوض، ولدى الأمة العربية اليوم من الوسائل ما يمكنها من أن تنهض بحاضرها على ضوء ماضيها المجيد.

كامل السوافيري

<<  <  ج:
ص:  >  >>