كبر على الأستاذ راشد رستم أن يقول الأستاذ إخناتي كراشوفسكي أحد علماء روسيا المستعربين:(ولا يزال بعض سكان داغستان يتكلمون بلغة عربية قديمة إلى جانب لغتهم الأصلية، ويستخدمونها في التخاطب والكتابة حتى في نظم الشعر وفق الأوزان العربية القديمة) فقال في مقال له: (والواقع أن للغة العربية مكانة بين هذه الشعوب لأنها لغة الدين ولغة القرآن غير أن الذين يدرسونها هم العلماء والمتفقهون الخ)
وأرجو أن يسمح لي الأستاذ راشد رستم أن أوجه نظره إلى أن الأستاذ إخناتي كراشوفسكي ليس أول من قال: إن بعض الداغستانيين يتكلمون العربية ويستعملونها في التخاطب والكتابة ونظم الشعر على وفق الأوزان العربية
فقد قال ذلك من قبله سعادة رشاد بك رئيس محكمة مصر سابقاً في كتابه (سياحة في روسيا) إذ يقول: (ولغاتهم (يعني القوقازيين) أكثرها لا تقرأ ولا تكتب ما عدا الداغستان فإن لغتهم لها قراءة وكتابة خاصة بها، وحروفها هي نفس حروف الهجاء العربية. ولكن من ضمن هذه الحروف حرفا لام وكاف تحت كل واحد منهما ثلاث نقط. وهذه اللغة لا تشبه أية لغة من اللغات الشرقية ولا غيرها بل هي لغة قائمة بذاتها وفيها كلمات عربية كثيرة. وفي العهد الأخير أسسوا مطابع عديدة في (تيمور خان شورا) مركز ولاية الداغستان تطبع فيها كتب ومجلات باللغة العربية الفصحى، وباللغة الداغستانية. . . وكل معاملاتهم وصكوكهم تكتب باللغة العربية، وعلماؤهم وأئمتهم يعرفون هذه اللغة قراءة وكتابة لأنها لغة دينهم. وزيادة على ذلك فإن الداغستان يقرءون ويكتبون بالعربي ويتكلمون). وليس هذا فقط فقد قال الأمير شكيب أرسلان في حاضر العالم الإسلامي (ج ١ ص ٧٩ - ٨٣) من الطبعة الأولى: (. . . وبلاد الداغستان متعددة اللغات. . . ولكن لسان العلم في جبال الداغستان هو اللسان العربي، وهو اللسان الذي يتكاتب به أعيان تلك الأمة. وقد صادفت سنة ١٩١٩ الوفد الداغستاني الجركسي في (برن) قاعدة سويسرة، ولزمتهم مكاتبات إلى رؤساء بلادهم فكلفني حيدر بك بامات بتحريرها لهم بالعربية الفصحى، وكثير من علماء الداغستان معدودون من علماء العربية.