للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رد على نقد:]

مع البلاغيين. . .

للأستاذ علي العماري

كتب الأستاذ كامل شاهين في عدد (الرسالة) (٦٩٢) مقالاً تحت عنوان (علوم البلاغة بين القدامى والمحدثين) يرد به عليَّ وعلى الأستاذ علي الطنطاوي فيما كتبناه عن علوم البلاغة في الجامعة. وأنا أوثر أن أترك للأستاذ الطنطاوي أن يرد عما وجهه إليه الكاتب. فللأستاذ أسلوبه وقلمه البليغ، وما أحب أن يحرم قراء (الرسالة) من بيانه في هذا الموضوع.

والأستاذ شاهين مشكور لأنه لما رأى سكوت الأستاذ الخولي وجماعته من الذين يسمون أنفسهم (الأمناء) تبرع بالذب عنهم، والانتصار عنهم، والانتصار لهم، وما أظنهم راضين عنه فقد كان السكوت أولى من مثل هذه الرد المملوء أخطاء وتخليطاً، وحسب القراء أن أنقل إليهم الفقرة الأولى من كلامه ليتبنوا مدى ما فيها من الأغاليط:

١ - (تقول إن الفكرة المتسلطة عليه في هذا الفن أن يجعل لكل عبارة من عباراته منبعاً لمعان نفسية. أي نعم يا عليّ، أأنت قرأت تعريف البلاغة؟ إن الذي لا يختلف فيه اثنان هو أن البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال، ولا أزيد بيانا ولا بسطا ولكن هذه المطابقة لا تكون إلا بإدراك المتكلم لنفسية السامع وما تحوي من ملابسات. فهذا فحوى كلام الأستاذ الخولي أفتماري في هذا؟ إذن فهات تعريفك أنت لعلم البلاغة فأنا منتظرون).

وأنا قد قرأت تعريف البلاغة، واطلعت على أكثر الكتب التي عرفت البلاغة، ومما يؤسف له يا سيد كامل أن أحداً من العلماء لم يعرف البلاغة هذا التعريف الذي كرته، ويبدو لي أنك تريد أن تجدد كما يجدد الشيخ أمين الخولي، والتجديد سهل ميسور، ما دام قصارى المجدد أن يسوق قضايا مخطئة، وإليك ما أعرفه أنا وما يقوله العلماء في تعريف البلاغة:

ذكر يحيى بن حمزة صاحب كتاب الطراز وهو من الكتب المعدودة في البلاغة تعريفها فقال: (أعلم أن البلاغة في وضع اللغة هي الوصول إلى الشيء والانتهاء إليه فيقال بلغت البلد أبلغه بلوغاً والاسم منه البلاغة، وسمي الكلام بليغاً لأنه قد بلغ به جميع المحاسن كلها في ألفاظه ومعانيه، وهو في مصطلح النظار من علماء البيان عبارة عن الوصول إلى المعاني البديعة بالألفاظ الحسنة، وإن شئت قلت هي عبارة عن حسن السبك مع جودة

<<  <  ج:
ص:  >  >>