كثير من الكتاب يسمون البحر الأبيض المتوسط (بحر الروم) حين يحلو لهم أن يذكروا التسمية القديمة لذلك المحيط
وأنا أقترح أن نسميه (بحر العرب)
وهذا الاقتراح له أساس من التاريخ. فقد كان من أسلافنا من يسميه (البحر الشامي) وذلك اسمه في أكثر كتابات ابن فضل الله العمري صاحب (مسالك الأبصار)
والواقع أن الشوام هم أقدم من انتفع بذلك البحر: بحر العرب، وهم أقدم من عرف أنه موطن استغلال، حتى جاز القول بأن الفينيقيين القدماء هم الذين أسسوا مدينة مرسيليا منذ نحو خمسة وعشرين قرناً. ومرسيليا هي عروس الشاطئ الفرنسي من بحر العرب، ولا يفوقها في الحسن غير الإسكندرية وهي عروس الشاطئ المصري من بحر العرب، وربما كانت الإسكندرية أجمل مدن الشواطئ على الإطلاق، ولذلك تفصيل سنطالع به القراء بعد حين
فما رأي الأستاذ إسعاف النشاشيبي في هذا الاقتراح؟
أنا أظن أن عنده شواهد كثيرة تؤيد القول بأن البحر الأبيض المتوسط هو بحر العرب لا بحر الروم، وانتظر أن يتسع وقته لتعريف القراء بما كان يملك العرب من السيطرة على هذا البحر أيام ازدهار الحضارة العربية
وصدق بدوي الجبل حين قال:
أيها البحر أنت مهما افترقنا ... ملك آبائنا وملك الجدود
زكي مبارك
الجبر والاختيار
جاء في المقال الأول للأديب السيد محمد العزاوي المنشور في العدد ٣١٨ من الرسالة ما يأتي:
(أما رجال الدين والكلاميون من المسلمين فقد خاضوا فيها (أي مسألة الجبر والاختيار)