للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الطفل المصاب بنقص في قواه المدركة أضعاف هذا المبلغ. وتبلغ المصاريف التي تنفقها الحكومة من أجل الشخص المعتوه من ٦ إلى ٨ ماركات في اليوم. أما الأشخاص المصابون بالميول الإجرامية الذي يحتاجون إلى حراسة خاصة ورعاية صحيحة لتقويمهم، فيتكلف كل شخص منهم ٢٠ ماركاً في اليوم

وقد ثبت أن العامل الألماني لا يكتسب في الغالب ما يعادل ما تنفقه الحكومة على الضعفاء والمعتوهين وأصحاب الآفات والمجرمين. فهل تسمح ألمانيا التي تكافح جهدها للاحتفاظ بكيانها بأن يستمر هذا التيار الجارف من النسل العاجز بغير انقطاع، فتضع على كاهل العمال عبئاً لا قبل لهم باحتماله، أو تخطو خطواتها المباركة لقطع هذا النسل. . .

وقد شمل قانون التعقيم الصم والبكم والعمي الذي خلقوا بهذه الآفات وإن كان الكثيرون منهم لا يكونون عالة على الحكومة بعد تعليمهم، فهناك سبب آخر ساعد على تنفيذ هذا القانون عليهم قد يكون أكثر أهمية من أي سبب آخر. ذلك أن عدد ذوي العاهات قد يتجاوز عدد الأصحاء إذا ترك على ما هو عليه

وقد اصبح الرجال ذوو المكانة والعقول الراجحة في ألمانيا يكتفون من النسل بطفل أو طفلين، وأصبحت العائلات الصحيحة تتجنب كثرة الأطفال، هذا فضلاً عن الوقت الذي يصرفه أبناء الطبقات الممتازة في التعليم والتخصص في الدراسات العالية مما لا يمكنهم من الزواج قبل سن الثلاثين. بينما يتزوج ذوو العقول الضعيفة في سن تتراوح بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين

وعلى هذا القياس لا يمضي مائة عام حتى تكون نسبة النسل الضعيف قد تجاوزت نسبة النسل الصحيح عشرات المرات

وقد أخذت الحكومة الألمانية تراقب هذه الأحوال بيقظة ودقة وتبذل غاية جهدها لإخراج جيل قوي صحيح

<<  <  ج:
ص:  >  >>