للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

رسائل الصاحب بن عباد

(صححها وقدم لها عبد الوهاب عزام بك، وشوقي ضيف)

الصاحب بن عباد من أئمة أدباء القرن الرابع، وهو تلميذ ابن العميد، وكلاهما كان وزيرا في دولة بني بويه. وكانت آثار الصاحب بن عباد مطوية في بطون المخططات حتى نهض الأستاذ العميد وصاحبه، فأخرجاها إلى نور الطباعة، مع العناية بالتصحيح والتحقيق، وتجليه بالتعريف والتقديم. فإذا بالجوهرة الخفية في خزائن الدور، تكشف وتبرز إلى النور، وهذا عزم من الأستاذ عزام مشكور، يحمده له قراء العربية، لان إبراز كنوز الأدب القديم يعد الخطوة الأولى في بناء الحضارة الإسلامية. ولهذه الرسائل قيمة تاريخية، وقيمة أدبية، كما ذكرا في المقدمة، ونستطيع أن نضيف إليها قيمة اجتماعية كذلك. فالباب الأول في البشائر والفتوح؛ والثاني في العهود؛ والثالث في الأمان والأيمان والموافقات والمناشير؛ والرابع في الوصاة بالحجيج والمصالح وأمر الثغور؛ والخامس في الاستعطاف لقلوب أولياء الدعوة والتودد إليهم بمباسطتهم وما يقارب ذلك؛ والسادس في إصلاح ذات البين والدعاء وتهجين العقوق بين ذوي الأرحام؛ والسابع في المدح والتعظيم؛ والثاني في الذم والتهجين؛ والتاسع في التهاني والأجوبة؛ والعاشر في التعازي؛ والحادي عشر في الإخوانيات والملاطفات والمداعبات والثاني عشر في التشكر وما يشاكله؛ والثالث في الإستزارة والتقريع؛ والرابع عشر في التنصل والاسترضاء؛ والخامس عشر في الشفاعات؛ والسادس عشر في توصية العمال بجلب المال وإظهار العفاف وحسن السياسة؛ والسابع عشر في الآداب والمواعظ. الخ.

وقد عرضت فهرس هذه الرسائل لتعلم أنها تتشعب في كل فن وتضرب في كل باب، حتى لتعد صورة صحيحة للعصر الذي كان يعيش فيه صاحب، بل هي مرآة للحياة الاجتماعية وما ينبغي أن يكون عليه أدب السلوك، أو الأخلاق العلمية كما نعبر اليوم. ولهذا كنت احب ألا يقف المدخل الذي دبجته براعة العميد وصاحبه في التقديم عند حد القيمة التاريخية والأدبية للرسائل. وفي الحق أن هذه الدراسة مثال لما ينبغي أن تكون عليه دراسة الأدباء في تحقيق سيرتهم، ونقد أساليبهم، لولا الطمع إذ كنا نشتهي المزيد. ولا تظن أن هذه

<<  <  ج:
ص:  >  >>