نشرت في عدد مضى من هذه المجلة الكريمة وصفاً للمعجم المسمى (شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم) لنشوان بن سعيد الحميري، وقدمت صورة إلى الذهن هذا المعجم العظيم الذي لا يعرف، مع أنه معجم رحب دقيق صحيح، وذكرت في ذلك المقال: أن لهذا المعجم مختصراً، اسمه (ضياء الحلوم) وهو بمكتبة شيخ الإسلام الإمام عارف حكمة الله الحسيني بالمدينة المنورة، وأن من الأصل نسخة بهذه المكتبة.
وعلمت بعد نشر مقالي الأول في الرسالة أن لهذا المعجم مختصراً آخر اسمه (لوامع النجوم) فبحثت عنه حتى وجدته، ويستطيع قارئ هذه المجلة أن يدرك حقيقة شمس العلوم الموضوعية وطريقة تأليفه إذا ما وصفت له هذا المختصر الذي يسير في الطريق الذي سار فيه (الشمس).
وقبل أن نبدأ وصف الموضوع والطريقة، ننتهي من وصف النسخة وشكلها وما يتعلق بنعوتها المادية، حتى إذا أنجزنا ذلك انتقلنا إلى صلب الكتاب.
هذا المختصر الجديد أسمه - كما قلت - (لوامع النجوم) وعدد أوراقه ٣٥٨، وكل ورقة مكتوبة صفحاتها إلا الأولى والأخيرة فإنها من وجه واحد، وطول الورقة ٣٠ س وعرضها ١٦س، وفي كل صفحة ٣٨ سطراً وفي السطر ١٨كلمة إلى ٢٠، والورق جيد إلا بعضه فقد اتكلت أطرافه، ومن جراء ذلك نقصت كلمات كثيرة في بعض الصفحات، إلا أنها تعرف من السياق.
أما الخط فعربي، ولكنه غير جميل، وإن كان مقروءا بتعب، والناسخ أهمل نقط كثير من الكلمات، كما وكما أغفل بعض الحروف كحذف همزة الوصل وحذف الألف في مواضيع كثيرة.
والخط بقلم الناسخ لا المؤلف، لأن في آخر الكتاب سطراً مكتوباً بالقلم الذي خط به الكتاب كله وهو هذا:(تم الثلاث عشر الخمس والثلاثين من ماء مبارك رمضان سنة خمس وثلاثين وتسعمائة) وهو يدل على أن كاتبه أعجمي، وأغلب الظن أنه تركي الأصل لأن تركيب الجملة يدل على ذلك.