والنسخة وقف وقد كتب في أول صفحة منه (وقف الله تعالى) كما كتبت الجملة نفسها في صفحة ٣٤٨ أول باب الصاد - وهو القسم الثاني من هذا المختصر - وكتبت كلمة (وقف) في رأس صفحة ٧١٤ وصفحة ٧١٥.
ولم يذكر الناسخ اسمه، وإن كان قد ذكر تاريخ الفراغ من النسخ، وهو التاريخ الذي ذكرناه للاستدلال بصيغه على أعجمية الناسخ.
أما مؤلف (لوامع النجوم) فلم يكتب اسمه، وبحثت فيما لدي من مراجع فلم أجد أسمه ولا سنة تأليفه أو الفراغ منه، وسألت كثيراً من أصدقائي العلماء فلم يعرفوا الكتاب ولا اسم مؤلفه ولعل لدى المشتغلين باللغة والعلماء علماً به فيكتب في الرسالة ما يظهره ويكشف حقيقته.
وعكفت على الكتاب أقرئوه فلم أجد ما يشير إلى ومن المؤلف، ولم أجد ما يشير إلى شيوخه أو تلامذته أو أنداده فأهتدي بهم إليه. والمقدمة نفسها خالية من أسم المؤلف وهي في سبعة سطور، ولكن بعض كلمتها غير موجود، لأن موضعه من الصفحة قد أتكل، وها أنا ذا أنقلها بعد وضع النقط على الكلمات التي أهمل إعجابها، ووضع الكلمات المأكولة اجتهادا مني وجعلها بين أقواس للدلالة عليها.
وها هي ذي المقدمة:(الحمد لله الذي فضل الإنسان على سائر الحيوان ومن (عليه بالبيان) والسلام على رسوله أفصح من نطق بالضاد، وأفضل من أوتي الشفاعة (يوم التناد) وعلى اعترته وأحبابه. أما بعد فلما كان كتاب شمس العلوم مفيداً في علم اللغة غاية الإفادة شكر الله سعيه في كل الإجادة، لم يوضع فيه كتاب على هذا الترحيل يأمن كاتبه وقارئه (من التصحيف) بحرس كل كلمة بنقطها وشكلها، وبجملها مع جنسها وشكلها. لكن كان محتوياً على (كلام العرب) ومشتملاً على بعض قواعد من علم الأدب وعلى شيء من منافع الأشجار (وعلى) بعض ما يتعلق بالأحاديث والأخبار، وعلى تفسير بعض الآيات، وتبيين ألفاظ مما لا تعلق (له) باللغة كل التعلق، ولا يدركه من لم يتعمق في اللغة كل التعمق، أردت أن (أختصر) اللغات فيه ليسهل تحصيله على طالبيه، فجاء بحمد الله مشتملاً على جميع (الأبواب) هناك مع ذكر بعض ما يتعلق به من الأمثلة أو غير ذلك وسميته لوامع النجوم).