للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حقوق المناقشة]

للأستاذ عباس محمود العقاد

للمناقشة حقوق.

ولا يرعى للمناقشة حقها من يناقش طالب المعرفة والإنصاف كما يناقش طالب الحزازة والادعاء، أو يناقش المفيد المستفيد كما يناقش المفترى الذي يضيع على القراء أوقاتهم في شفاء ضغن ومرضاة غرور.

فلا بد من تفرقة بين المناقشتين.

ومن حق الكاتب على نفسه ألا يخاطب المخلص المهذب الذي يصدق النية في سؤاله والرد عليه، كما يخاطب إنسانا يغمطه حقه وينحله ما لم يقله ويسيء فهم ما قاله ويتعالى عليه بالباطل وهو منه في مرتبة دون مرتبة التلميذ من الأستاذ.

ومن حق القراء على الكاتب ألا يسوي أمامهم بين من يخدمهم في طلب الحقيقة، ومن يخدم نفسه في شهوة مريضة لا تعنيهم ولا تعني الأدب والثقافة.

ومن حق الأخلاق على من يرعاها أن يكشف هذه الأمور ويعطيها ما هو واجب لها من التنبيه والتعقيب. .

ونرجو أن يكون فيما تقدم جواب للسائل الأديب الذي يسألنا عن (يوم نعمنا ويوم بؤسنا) كما سماهما وهو يشير إلى أسلوبنا في الإجابة على أناس بالرفق واللين، والإجابة على أناس آخرين بالشدة والتقريع. ونقول له إننا لو فعلنا غير ذلك لكنا مخطئين، لأن الناس لا يسألون جميعا بنية واحدة ولا لغرض واحد، وينبغي أن يكون الجواب على حسب اختلاف الأغراض والنيات ونرجو أن تكون فيما يلي أمثلة من المناقشات التي تنجم عن سوء الفهم أو سوء النية أو عنهما معا فلا تجاب إلا كما ينبغي أن تجاب. .

من الحقائق الأدبية التي لا تحتاج إلى عناء كبير في تفصيلها أن نظم الحكم الشائعة والأمثال المتواترة يتيسر لكل من يقدر على النظم أو على وزن التفاعيل، ولا يدل حتما على ملكة شعرية ولا على حكمة فطرية، وأن ورود بعض الحكم في أشعار الفحول المطبوعين لا يثبت لنا أن كل قائل ينظمها هو شاعر مطبوع يضارع أولئك الفحول المطبوعين. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>