جاءنا رد مسهب من النابغة السيد مصطفى صادق الرافعي على علامة العراق (كلدة) اجتزينا عنه بالسطور التالية قال: -
(قال كلدة)(إن للأدب والأديب معاني قديمة. . . وإن معنى الأديب في عصر الجاهلية وأوائل صدر الإسلام هو الطيب الحديث الحسن الصورة الذي يؤنس السامعين بسحر مقاله ويجذبهم إليه برقة منطقه ولذيذ صوته) وأنا أطلب منه البينة على دعواه ولو شاهدا من كلام العرب يدل عليها أو رواية تثبتها أو أساساً من التاريخ يسوغ ما ذهب إليه ويخرجه، عن باب الوضع. إننا نقرر لهذا الفاضل أن عرب الجاهلية وصدر الإسلام لم يعرفوا معنى الأديب بمثل ما اصطلح عليه العلماء لا على الوجه الذي ذهب إليه من الطيب الحديث الخ لا على قفاء هذا الوجه، ولا جرت الكلمة في استعمالهم لأي معنى يدل على العلم أو الشعر أو البلاغة أو فنون القول أو المحاضرة أيهما كان، ولا يجوز أن يكونوا قد أخذوا هذا المعنى إلا وقد تكلموا به، ولا يمكن أن يعرفه هو إلا وقد وقف على شيء من كلامهم.
بالأمس قام لورد جسبرو في مؤتمر إسرائيل بلندن يزعم أن الإنكليز من بني إسرائيل، وأنهم حققوا النبوة التي ورد فيها أن هذا النسل يملأ الأرض، وأن الدليل على ذلك أن كلمة برتش التي معناها بريطاني هي من كلمتين عبرانيتين بريت أي العهد وأش أي الشعب، قال فالشعب الإنجليزي هو شعب العهد أي شعب إسرائيل. فلم ينكب العرب وحدهم بكلمتين يونانيتين بل نكب الإنجليز بكلمتين عبرانيتين. وأنه لمصعد سهل يثب إليه كل من أصاب مشابهة في مقابلة اللغات ولكن الإنجليز منه تندق فيه العنق) انتهى
طنطا - مصطفى صادق الرافعي
رحم الله ذلك النابغة الذي صفا الأدب العربي في قلمه وخلص ماؤه وزاد رونقه، وليكرم الله من يذكرون بأدبه فإنهم بهذا يقربون إلى الواقع (عالمية) العربية وأدبها. ولاتهن أمة يمجد فيها العباقرة وتنشر ذخائرهم فاللهم وفق من أعان على ذلك أو سعى إليه من كاتب أو عالم أو وزير.