المستر بيير كربتيس القاضي السابق بالمحاكم المختلطة مؤرخ محقق، كتب في تاريخ مصر كتبا قيمة اعتمد في إخراجها على مصادر ووثائق أكثرها لم ينشر بعد، رجع إليها في دار المحفوظات المصرية بتصريح من جلالة الملك الراحل.
ويقول لنا الأستاذ صروف إنه يوشك أن يصدر في تاريخ مصر كتابا آخر. وليس القاضي كربتيس أول رجال الولايات المتحدة الذين كتبوا عن مصر، بل إن للكثيرين منهم على التاريخ المصري فضلا كبيرا. ويمتاز هؤلاء المؤرخون ببعدهم عن التأثر بالمصالح والعواطف السياسية. ولذلك تراهم ينظرون إلى الحقائق نظرة المحايد المحقق الذي يبحث ويتحرى ولا يهمه بعد ذلك لجأت نتيجة البحث وفق ما يحب أم لم تجئ؛ ومن أجل ذلك كانت كتبهم جديرة بأن تلقى من الكتاب المصريين المؤلفين منهم والمترجمين ما تستحقه من العناية.
ولكن يؤسفنا أن نرى هؤلاء المؤلفين والمترجمين لا يعتمدون إلا على مصادر من نوع واحد، ويغفلون المصادر الأمريكية مع أنها من أهم المراجع وأصدقها، ومع أن أصحابها بحكم مراكزهم كانوا ملمين بالشئون المصرية وكان لبعضهم يد في تصريفها.
لذلك اغتبطنا حين أخرج الأستاذ صروف ترجمته لكتاب إسماعيل الخديو المفترى عليه، ونرجو أن نرى في القريب ترجمة لكتاب (إبراهيم) وأخرى لكتاب (فارمن) وثالثة (لماكون) ورابعة (لإدون ده ليون) وغيرهم من الكتاب المنصفين
وهذا المقام الذي نضع فيه المؤرخين الأمريكيين هو الذي حملنا على قراءة الترجمة العربية لكتاب كربتيس بعد أن قرأنا الأصل الإنجليزي منذ عامين أو أكثر.
ومن أجل هذا أيضا رأينا من الواجب علينا أن نبدي رأينا في الترجمة لأن موضع الكتاب