قدمت لك رسالتي في (الإسلام والفنون الجميلة)، وكان جميلاً منك أن عرفت بها قراء المقتطف، ولكن الذي تولى عنك التعريف - في عدد يونيو سنة ٩٤٤ ص٨٣ - لم يلتزم جانب الصدق في مهمته، بل راح يتهمني في جرأة غريبة بخيانة الأمانة العلمية، فكتبت إليك لترد الحق إلى نصابه وطلبت إليك أن تنشر ردي، كما نشرت من قبل كلمته كما يقضي بذلك العدل والمنطق السليم، ولكنك لم تفعل، فلا نشرت خطابي كما هو، ولا كنت أميناً في تلخيصه كما ينبغي، بل اخترت - أو اختار صاحب الإشارة - منه فقرات لا تصور رأيي على حقيقته، واستباح لنفسه أن يرد على ذلك الذي اختاره من خطابي، واستبحت لنفسك أن تنشر رده لتوهم القراء أنه رأيي وما هو من رأيي في شيء. وبعد، فقد تفضلت مجلة الرسالة - منبر الحق - فأفسحت لي من صدرها مكاناً أنشر فيه خطابي ' إليك الذي أبيت نشره ثم أعقب على الرد الذي ظهر في عدد يوليو سنة ٩٤٤ من مجلة المقتطف
أما خطابي فنصه:
القاهرة في ٢١ يونيو سنة ١٩٤٤
سيدي المحترم الأستاذ بشر فارس
قرأت اليوم في مجلة المقتطف كلمة عن كتيبي (الإسلام والفنون الجميلة) وإنني لأشكر لك عنايتك بتلك الرسالة الصغيرة، ولشد ما كنت أحب أن أقف عند حد هذا الشكر لا أتعداه، لولا أنك يا سيدي لم تكن موفقاً في اختيار الناقد الذي عهدت إليه بنقد تلك الرسالة وتعريف القراء بها، وأغلب الظن أن ناقدك المحترم ليس من الاختصاصيين في موضوع الرسالة بدليل أنه لم يستطع صبراً على قراءتها على صغر حجمها، ولم ينفذ إلى ما تضمنته من آراء حتى يناقشها ليهدمها أو يعدلها أو يؤيدها أو يأتي في الموضوع بجديد، لا سيما والبحث حديث لم يتجاوز الذين كتبوا فيه عدد أصابع اليد الواحد، كما ذكرت في المقدمة
وناقدك المحترم، يا سيدي، كذلك ليس من أهل النظر وأعداء الهوى كما تريد له أن يكون، فلقد أثبت بما كتبه أنه وقف عند الصفحة الثالثة من الرسالة التي تتضمن ثبتاً بالمحتويات