كنتم صادقين) معناها إن كنتم صادقين في قولكم إن محمداً افتراه، لا كما زعم هذا الباحث المتخصص من أن معناها إن كنتم مثل محمد مطبوعين على الصدق مفطورين على محبة الحق
والفرق بين المعنيين هو الفرق بين الحق والباطل، وبين النور والظلمات. ألا ترى أن ظاهر الآية الذي لا يمكن أن يخفى حتى على المبتدئين هو أن صدقهم في دعواهم يستلزم قدرتهم على الإتيان بمثل القرآن، فإذا لم يقدروا فهم كاذبون في رميهم النبي بافتراء القرآن على الله؛ في حين أن ما فهمه زكي مبارك الأديب البحاثة مؤداه أن تخلقهم بالصدق يستلزم مقدرتهم على الإتيان بمثل القرآن، فإذا لم يقدروا فهم مفطورون على الكذب. كأن خلق الكذب والعجز عن افتراء القرآن متلازمان، كما أن خلق الصدق والقدرة على افترائه متلازمان كذلك! وقد شهد صاحب الكتاب للنبي بالصدق فطرة وسجية، فقد شهد له إذن بالقدرة على مثل القرآن، أو بالأحرى شهد عليه - حاشاه صلى الله عليه - أنه افترى القرآن على الله كما هو لازم منطق الآية في فهم صاحب الكتاب!
لقد جئنا بالآية مثلاً على النقص البالغ في مقدرة صاحب الكتاب على الفهم، فإذا بالتحليل المنطقي لفهم صاحب الكتاب للآية يؤدي إلى أن صدق محمد يقتضي في رأي صاحب الكتاب أن يكون القرآن لمحمد افتراه على الله. وخسئ صاحب الكتاب وخسر أي الوجهين فضل أو أي النتيجتين اختار
هذا عجب من سوء فهم صاحب الكتاب لآيتين من كلام الله، وسترى عجباً من سوء فهمه لبعض كلام الناس