(. . . إنا وإن كانت المحبة أحضرتنا والوفادة قربتنا فليس من حضرك منا بأفضل ممن عزب عنك)
هذا تركيب مولد، ومثله قول الإمام مسلم بن الحجاج في مقدمة كتابه (الجامع الصحيح)
(فإذا نحن تقصينا أخبار هذا الصنف من الناس أتبعناها أخباراً يقع في أسانيدها بعض من ليس بالموصوف بالحفظ والإتقان كالصنف المقدم قبلهم، على أنهم وإن كانوا فيما وصفنا دونهم، فإن اسم الستر وتعاطي العلم يشملهم كعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد وليث بن أبي سليم وأضرابهم من حمال الآثار ونقال الأخبار، فهم وإن كانوا بما وصفنا من العلم والستر عند أهل العلم معروفين فغيرهم من أقرانهم ممن عندهم من الإتقان والإستقامة في الرواية يفضلونهم في الحال والمرتبة.)
قال صاحب الكليات:
(الفاء في خبر المبتدأ المقرون بأن الوصلية شائع في عبارات المصنفين مثل زيد وإن كان غنياً فهو بخيل) وأورد أقوال نحاة أتعبوا أنفسهم في إعراب هذا التركيب. واعلم أن ما أصله مبتدأ حاله كحال المبتدأ
يقول عامر بن الطفيل:
(ما هيبتي في قفاي بدون هيبتي في وجهي)
دخول الباء على دون لم يجئ في كلام جاهلي أو إسلامي، وقول الأخفش في كتابه في القوافي وقد ذكر أعرابياً أنشده شعراً مكفئاً: فرددنا عليه وعلى نفر من أصحابه، فيهم من ليس بدونه) - مولد. ومثله قول ابن الفرضي:
إن الذي أصبحت طوع يمينه ... إن لم يكن قمراً فليس بدونه
وقد ورد مثل ذلك في كلام معزو إلى صاحبي وهو دليل على صوغ القول وتوليده