[على هامش النقد]
خواطر متساوقة
في النقد والأدب والأخلاق
١ - صرخة إنسانية ٢ - قفزة نفسية ٣ - تفاؤل مطمئن
للأستاذ سيد قطب
في عدد (الثقافة) قبل الأسبق قصيدة لشاعر شاب (محمد العلائي) بعث بها إلى أبى العلاء (من القاهرة إلى المعرة). . . هي صرخة إنسان مألوم. قذفت به إرادة الحياة إلى دنيا كدنيا أبى العلاء؛ ولم تكتف بهذا الشبه في كيانه وموقفه فسمته (العلائي) أيضاً!
وعلى كثرة ما أقرأ من الشعر في هذه الأيام منشوراً في الصحف وغير منشور، فقد وجدت في هذه القصيدة طعماً لا أجده في ذلك الكثير. وجدت طعم الصدق في هذه الصرخة المباشرة؛ فتحركت في ضميري كل أحاسيس (التعاطف). ولا أقول كل مشاعر (العطف) كي لا أوذي الشاعر، الذي ترتفع حساسته المؤذية حتى يقول هذه الأبيات:
شيخَ المعرّة هل مسّتك أهوالي؟ ... وهل طويتَ زماناً تحت أثقالي؟
هجرت دنياك لم تسهد مباذلها ... ولم تعرّج على صحب ولا آل
ولم تساير مَوَدّات على ريبٍ ... ولم تصانع أذى عم ولا خال
ولا الوجوه إذا اهتزت ملامحها ... بغمرة السوء من بال إلى بال
ولا العيون إذا رفّت بخائنة ... ولا تميع مسلول ومحتال
ولا حبائل مطموس على جدث ... به رميم الخطايا منذ أجيال
ولم تصعّد أمانيّا إلى شجر ... مدّ الظلال على طين وأوحال
ولم تضاحك غراب البين تحسبه ... غرْيدَ سانحة من يوم إقبال
ولم تذق خسّة الدنيا إذا مزجت ... كأس المقلْ بأشواق وآمال
ولم تكابد رزاياها إذا جلبت ... شؤم العثار على ضيم وإقلال
ووحدت طعم الصدق كذلك في هذه الصورة الزرية التي يرسمها للجيل البائس الذي نعيش فيه: