تستوعب الأساطير القديمة، قصة رجل كان يدلف في مرتقى جبل صليع، وأخذه البهر أثناء سيره من الجوالقين اللذين فدحاه. وناء تحت ثقلهما وخذلته قواه، واصبح لا تتبعه رجلاه، وهو يحاول أن يشق طريقه إلى الأمام. وأخيراً انقطع من الإعياء ولم يقدر أن يغالبه وتصدى له ملك كريم، فاستوقفه وسأله قائلا:(مالي أراك يا صاحبي الطيب تقاسي هذا الكبد، في توقل الجيل)؟
فأجابه الرجل:(إني أقاسي ما أقاسي، بسبب هذين الثقلين يا مولاي)
ثم انهد فوق صخرة ليستريح قليلا
فسأله الملاك قائلا:(أيمكنني أن استفسر منك عما وضعته في هذين الزفرين اللذين يروثانك كل هذا الجهد)؟
فقال:(آه أودع فيهما همومي).
فنظر إليه الملاك وقال له في صوت آمر:(أطلعني على محتوياتهما)!!
ففتح الرجل أحد الجوالقين ولكنه حين أطرق مع الملاك لاستنفاض محتوياته، لم يجدا شيئاً في داخله!
فسأله الملاك قائلا:(ماذا كنت تضع في هذا العدل)؟
فأجاب الرجل في دهشة قائلا:(كنت أضع فيه. هموم. . . أمسى. . .! ولكن يظهر أنها قد مضت وتولت). . .
فقال الملاك وهو يشير إلى العدل الآخر:(وماذا يوجد هنا؟)
فأجاب الرجل:(إيه! هنا؟ أني أودع هنا هموم. . . الغد!)
ثم حملق الرجل في الجوالق الثاني، فوجده خاويا فارغا كأخيه. . . ثم تابع كلامه قائلا:(ولكن يظهر أن لا وجود لها هنا بعد)
فوضع الملاك يده في رفق عل كتف الرجل وقال له: (دع جوالقيك كليهما. . . إن الأمس قد ولى ومضى ولن يمكنك أن تصنع به شيئا، فلا تحزن على ما فات، ولا يعظمن عليك فوته. . . أما الغد، فلم يأت بعد، فلا تستسلفن تأخره، ولا تستعجل ما هو آت. واعلم أن