لقد فرغت من قراءة ترجمتكم العربية الرائعة لقصة آلام فرتر، ومن القيام بمقارنة دقيقة بينها وبين الأصل المقابل في الألمانية. بعد هذا أرجو أن تأذن لي بأن أقدم إليك أصدق التهنئة على هذا العمل الباهر. وإنه ليعد في رأيي خير ما عرفته اللغة العربية في بابه.
أنا واثق من أن الجمهور القارئ في مصر، سيجد في ترجمتكم ما ينشد من متعة بعيدة المدى وكسب لا يحد. إن الدقة في هذا الأسلوب التصويري الوثاب، أسلوب جيتة، لتجد أداءها الصادق في لغتكم، هذه اللغة التي تصبح تحت سنان قلمكم مرنة طيعة لمشاعر المؤلف ومعانيه.
ولقد قمت بمقارنة أخرى دقيقة بين المصدر الذي نقلتم عنه وبين النسخة الأصلية التي ظهرت عام ١٧٨٧، وأستطيع أن أقرر بأن الترجمة الفرنسية التي نقلتم عنها، قد بلغت من الأمانة حداً يتعذر معه أي اختلاف إذا ما ترجمت القصة عن الألمانية. إن كتابكم ليفوح منه أرج الإلهام الذي يعبق في قصة الشاعر الألماني، وإنني لأرجو أن تتاح لي الفرصة للاطلاع على كثير من أعمالكم الأدبية.
مرة أخرى أعبر عن شكري لما لقيت من متعة خالصة في ترجمتكم لآلام فرتر، آملاً أن أظل.
صديقكم المخلص
بروفيسور دكتور جولياس جرمانوس
هذه هي الرسالة التي بعث بها المستشرق الألماني إلى الأستاذ الزيات، والتي شاء تواضعه أن يحتفظ بها أكثر من عشر سنين دون أن يلحقها بأية طبعة من طبعات كتابه أو يشير إليها من قريب أو من بعيد. . . ولولا أنني طلبت إليه أن أقوم بنقلها إلى العربية لبقيت إلى الأبد لا تقع عليها عين ولا تسمع بها أذن!