من الواضح أني لا أستطيع الإجابة عن جميع أسئلة القراء، ولو أني استطعت ذلك لتحولت مقالاتي إلى موضوعات يغلب عليها الضجيج، ومع ذلك فسأرد على الأستاذ أحمد فتحي القاضي، لأنه احتكم إلى الشريعة في وجوب رد التحية، ولأن الرد عليه يوضح مشكلة تحتاج إلى توضيح
والأستاذ غاضب على وما وقع مني في الدعوة إلى الاصطياف، ويقول إن كلامي في التغني بجاذبية الشواطئ لم يقع من أهل الصعيد موقع القبول، ويصرح بأنه كان ينتظر أن أكون من الثائرين على حياة الشواطئ، وقد صارت ملاعب للنساء العاريات، كما قال!
وأقول إني أحترم عواطف قرائي كل الاحترام، ولكن مذهبي في الأدب يأبى عليَّ أن أبحث عما يرضي قرائي، فالغاية عندي هي الصدق في التعبير عما يختلج في صدري، ويطمئن إليه قلبي، ولو كان فيه ما يغضب جميع القراء. . . ألم أقل لكم إني لست أسيراً للوطن ولا أجيراً للمجتمع؟
وماذا أصنع إذا كنت أومن بأن الشواطئ المصرية من أجمل ما خلق الله؟
وماذا أصنع وأنا أعتقد أن زيارة الشواطئ المصرية تزيد في قوة العقل والفكر والذوق؟
وهل يرضيني أن أفعل ما يفعل الشيخ أبو العيون وهو يتوهم أن زيارة الشواطئ تفسد الأخلاق؟ إن الشيخ أبو العيون يغرق في كوز ماء فكيف نسمع كلامه في البحر المحيط؟
هل تعرفون أن الشيخ أبو العيون لم ير الشواطئ مع أنه يعيش في الإسكندرية منذ سنين، ومع أنه أبو العيون؟
آن الوقت لأن نسمع هذا الرجل الطيب كلمة الحق. آن الوقت لأن ننهاه عن الغض من حياة الشواطئ وهي نعمة عظيمة منَّ بها المنعم الوهاب على أهل هذه البلاد
هذا الرجل الطيب يتكلم باسم الدين، فهل يستطيع أن يدلني لأي حكمة خلق الله تلك