المدرسة الرومانتيكية والبرناسية. حقيقة المذهب الرمزي. الشعر الرمزي كالاحلام الشعر الرمزي والموسيقي. الشعر الرمزي والطبيعة
(شغل الرسالة - في الايام الاخيرة - ما شغلها من (بول فاليري). وكان من (مقبرته البحرية) مجال فسيح لبحث الوضوح والغموض في الشعر، وقد رأيت ان أرضح مذهب أصحاب المدرسة الرمزية بهذه المقالة، ثم اتلوها بصور سشعرية مختارة لهم).
المدرسة الرومانتيكية والبرناسية
لم يكد يوارى جثمان الشاعر (هينو) في الاثرى حتى قامت مدرسة شعرية جديدة هي مدرسة (السمبوليسم) تنازع المدرسة (البرناسية) التي نازعت بدورها المدرسة (الرومانتيكية)
المدرسة الرومانتيكية جعلت موضوعها الفني عواطف الشاعر نفسه، فترى الواحد من شعرائها ينظرم وينظم، وهو يحدثك عن نفسه، ويقصيك عن نفسه، يحسب نفسه اللعالم الأكبر الذي ينطوي على كل شيء، فاذا أنّ وانتحب عجب من للناس كيف لم يسمعوا أنينه ولم ينتحبوا؟ ونراه اذا عرض عليك عواطفه رقق ديباجته، وبهرج اللوانه، وذوب نفسه، لأن قاعدة هذه المدرسة توجب على الشاعر ان يكون متأثراً حتى يستطيعه ان يؤثر في غيره. فجاءت المدرسة البرناسية تنعى على أصحابها ضيق عقولهم وقلوبهم، وتنتقد هذا المذهب الذي يتغنى على ضرب واحد لا يتغير له لحن ولا وتر، ولا يسمع سامعه الا رنة ناقوس واحد. فكان جدال عنيف وكان نقد صارم، فاضاع الشعر الوجداني كثيراً من قيمته. وذهب زمان كان يؤله الناس فيه هذا النوع من الشعر لأنه - كما يعتقد أصحابه - هو شعر الرقة، وشعر الجمال. وقد لا يمكننا القول بأن أصحابه لم يحسوا الجمال، وغاية الادب - مذ كان الادب - الحج الى مجالي الجمال. ولكن كثيرين ممن يتمثلون الهدف