للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من شوارد الشواهد]

للأستاذ علي الطنطاوي

سألني سائل عن بيت:

فما كان قيس هلكهُ هلكَ واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما

المروي في عدد الرسالة الأخير، لمن هو؟ فقلت: لعَبْدة بن الطبيب، واسم الطبيب يزيد بن عمرو، وهو شاعر مخضرم معروف من قصيدته التي يرثى بها قيس بن عاصم المنقري وقبله:

عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما

تحيّةَ من غادرته غرض الردى ... إذا زار - عن شحط - بلادَك سلّما

ففرح بذلك فرح من كان عنده لقيط فعرف نسبه، وكنت قد واليت البحث عن أمثاله من الأبيات الشاردة - التي لا تكاد تجد أديباً ولا متأدباً لا يتمثل بها إذا كتب أو خطب، وقلّ في المتأدبين من علم أنسابها، وعرف أصحابها - حتى اجتمع لي طائفة منها صالحة، تملأ مجلدة لطيفة، فرأيت أن أنسب بعضها في الرسالة.

من ذلك:

١ - لا تَنْهَ عن خلق وتأتيَ مثله=عار عليك إذا فعلت عظيم

للمتوكل الليثي، وهو شاعر إسلامي، كان يمدح معاوية وابنه يزيد. من قصيدته التي يقول فيها:

للغنيات بذى المجاز رسوم ... فببطن مكة عهدهن قديم

فبمَنْحر البُدْن المقَّلد من مِنى ... حِلل تلوح كأنهن نجوم

٢ - أخاك أخاك إن من لا أخا له=كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح

لمسكين الدارمي وهو ربيعة بن عامر بن أنيف، قدم على معاوية وسأله أن يفرض له، فأبى، فخرج من عنده وهو يقول:

أخاك أخاك. . . (البيت).

وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه ... وهل ينهض البازي بغير جناح

وما طالب الحاجات إلا مغرر ... وما نال شيئاً طالب كنجاح

<<  <  ج:
ص:  >  >>