فما كان قيس هلكهُ هلكَ واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما
المروي في عدد الرسالة الأخير، لمن هو؟ فقلت: لعَبْدة بن الطبيب، واسم الطبيب يزيد بن عمرو، وهو شاعر مخضرم معروف من قصيدته التي يرثى بها قيس بن عاصم المنقري وقبله:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما
تحيّةَ من غادرته غرض الردى ... إذا زار - عن شحط - بلادَك سلّما
ففرح بذلك فرح من كان عنده لقيط فعرف نسبه، وكنت قد واليت البحث عن أمثاله من الأبيات الشاردة - التي لا تكاد تجد أديباً ولا متأدباً لا يتمثل بها إذا كتب أو خطب، وقلّ في المتأدبين من علم أنسابها، وعرف أصحابها - حتى اجتمع لي طائفة منها صالحة، تملأ مجلدة لطيفة، فرأيت أن أنسب بعضها في الرسالة.
من ذلك:
١ - لا تَنْهَ عن خلق وتأتيَ مثله=عار عليك إذا فعلت عظيم
للمتوكل الليثي، وهو شاعر إسلامي، كان يمدح معاوية وابنه يزيد. من قصيدته التي يقول فيها:
للغنيات بذى المجاز رسوم ... فببطن مكة عهدهن قديم
فبمَنْحر البُدْن المقَّلد من مِنى ... حِلل تلوح كأنهن نجوم
٢ - أخاك أخاك إن من لا أخا له=كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح
لمسكين الدارمي وهو ربيعة بن عامر بن أنيف، قدم على معاوية وسأله أن يفرض له، فأبى، فخرج من عنده وهو يقول:
أخاك أخاك. . . (البيت).
وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه ... وهل ينهض البازي بغير جناح
وما طالب الحاجات إلا مغرر ... وما نال شيئاً طالب كنجاح