سعد زغلول خطيباً - الخطابة والحديث عند جماعة من رجال
هذا العصر: طه حسين، عبد اللطيف الصوفاني، علي فهمي
كامل، عبد العزيز جاويش، مكرم عبيد، مصطفى النحاس،
محمد حسين هيكل، محمود فهمي النقراشي، محمد محمود،
عبد الخالق ثروت، حافظ عفيفي، طلعت حرب، حلمي عيسى،
عبد الحميد بدوي، علي إبراهيم، نجيب الهلالي، إبراهيم عبد
الهادي، احمد لطفي السيد.
عجب فريق من القراء من حكمنا على الزعيم (سعد زغلول) خطيباً، وهددنا أحد الرفاق الأعزاء بكتابة فصل ينقض به حكمنا من الأساس، وعاتبني بعضهم على ذلك الحكم الصريح فقلت: إنما سجلت إحساسي بصدق، ولا موجب للمواربة في الحكم على خطيب لم تكن الخطابة إلا عنصراً واحداً من عناصر كثيرة تألفت منها قوته الذاتية، فمجده لا يقف عند القول بأنه كان أخطب الخطباء.
وأواجه الموضوع مرة ثانية خدمة للتاريخ الأدبي فأقول:
كان يهمني من عهد بعيد أن أدرس العصر الذي أعيش فيه دراسة صحيحة، وأن أزن المواهب عند من ألاقيهم من أهل الفكر والرأي والبيان، وقد يتفق أحياناً أن أشغل نفسي بدراسة الوجوه والملامح، وربما توغلت فدرست الصلات المجهولة بين ما يُظهر للناس وما يضمرون، فإن رأى بعض القراء خطأ في بعض ما أُصدر من الأحكام الأدبية على أهل هذا الجيل، فلا يرجع ذلك الخطأ إلى المسارعة في الحكم بلا روية، وإنما يرجع إلى أني قد لا أوفق إلى الصواب مع الحرص الشديد على النظر والتدقيق
والحق أني مفتون بنفسي من هذه الناحية، ولا أعترف بأني قد أخطئ إلا تجنباً للوقوع في