للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[روح الإنسانية يقرع باب الإسلام]

لمولانا محمد علي

للأستاذ على محمد سرطاوي

تمهيد:

هذا المقال القيم كتبه الزعيم الإسلامي العظيم مولانا محمد علي - الذي يدلف الآن إلى السنة السبعين من عمره المجيد الذي قضاه في خدمة الإسلام - منذ أيام في مدينة لاهور ونشرته مجلة (ليت) الإسلامية في عددها الصادر في اليوم الأول من أيار ١٩٥١ باللغة الإنجليزية.

لقد تفضلت الرسالة فنشرت في أعدادها ٩٢٩، ٩٣٠، ٩٣١ قصة جهاد الحاج خواجة كمال الدين تحت راية الإسلام في الشرق والغرب، ولكن قصة ذلك الجهاد لا تكون تامة إلا إذا قرن بها جهاد مولانا محمد علي الذي سنقدمه للقراء في بحث مفصل حين تصل إلينا من لاهور المعلومات التي طلبتها عن طريق الصديق الباكستاني المسلم الغيور السيد تصدق حسين القادري الذي يبذل من ماله وراحته الشيء الكثير في صمت المؤمنين لخدمة الدين الحنيف في عاصمة الرشيد. وأنا حين أنوه باسمه على صفحات الرسالة الغراء لا أكشف عن جندي مجهول من جنود الإسلام فحسب؛ وإنما أعطي صورة دقيقة عن شعور كل مسلم باكستاني تحت الشمس نحو الإسلام؛ فلقد طلب إلى أن يطبع على نفقته كتاب مولانا محمد علي المشهور (نبي الإسلام) إذا أنا أقدمت على ترجمته إلى اللغة العربية حتى يكون لي نصف ثواب العمل، فوعدته بذلك مغتبطا بعمل من هذا النوع.

ولكن انتظار ذلك المقال المفصل لا يمنع من ذكر ملخص لحياة مولانا محمد علي. فلقد ولد عام ١٨٧٤ في قرية (مرار) في إمارة (كبورتلا) من مقاطعة البنجاب من عائلة متوسطة، ودرس في القرية مبادئ القرآن وقواعد اللغتين الفارسية والأردية. ثم دخل معهد الإرسالية في لاهور فقضى فيه سبع سنوات وأتقن اللغتين الإنجليزية والأردية، ودخل بعد هذا النجاح جامعة الدولة في لاهور وحصل على شهادتين عاليتين. وفي هذه الجامعة ظهرت اتجاهاته الدينية. وقد رغب في ممارسة المحاماة عام ١٨٩٧، ولكنه بدلا من ذلك رأس

<<  <  ج:
ص:  >  >>