انتظم في نشيدي الأخير كل فنون الطرب: الطرب الذي يكسو وجهه بخضرة النبات المتراكم؛ الطرب الذي يبعث التوأمين - الموت والحياة - في أنحاء الأرض يطوفان معا؛ الطرب الذي يهبط جارفاً في ثنايا عاصفة فينفث في الحياة روح اللذة والمرح، الطرب الذي يستقر في هدوء وعبراته على زهرة اللوتس الحمراء وهي تتفتح؛ الطرب الذي ينثر كل ما يملك على الثرى ثم هو لا يستطيع حديثا.
- ٥٨ -
نعم، أنا أوقن بأن هذا ليس شيئا سوى حبك، يا حبيب القلب! هذا الشعاع الذهبي المتألق على أوراق الشجر، هذه السحب المتكاثفة وهي تسبح في الفضاء، هذا النسيم العليل وهو يهب ندياً يداعب وجهي.
لقد ملأ نور الصباح عينيّ، وهو رسالتك إلى قلبي، إن وجهك يطل على من علٍ، وعينيك تحدقان في، وقلبي يلمس قدميك.
- ٥٩ -
على شاطئ بحر الكون اللانهائي يتلاقى الأطفال، ومن فوقهم السماء تمتد في سكون إلى اللانهاية، وبازائهم الأمواج المضطربة تزمجر، وعلى شاطئ بحر الكون اللانهائي يتلاقى الأطفال في هياج ومرح.
وهم يتخذون من الرمال قصورا، ومن الأصداف الفارغة لعبا؛ ويشيدون من الأوراق الذابلة قوارب يدفعون بها على صفحة الماء الغمر في لذة. إن الأطفال يجدون السلوة على شاطئ بحر الكون.