خرج الإمبراطور يوسف الثاني - عصر يوم - يرتاض بالقرب من مدينة فيينا - قصبة النمسا - في عربة مقفلة ذات مقعدين كان يقودها بنفسه.
وكان الإمبراطور يرتدي لباساً عادياً بسيطاً، وفي صحبته رجل من حاشيته متجرد من زيه الرسمي.
فلما استهل الإمبراطور الإدلاج في طريق المدينة بغتة وابل من هطل غزير. . . ورأى - على مسافة قريبة منه - رجلاً يصطنع الزي العسكري من رتبة الملازم الثاني يشير إليه علامة الاستيقاف. وكان بينا من اتجاه الرجل أنه يتخذ الطريق إلى المدينة. . . كالإمبراطور تماماً؛ فجذب الإمبراطور مقود الخيل وتريث ينتظر مقدم الضابط!
قال الضابط:
- هل يتفضل سيدي بمنحي المقعد الخالي إلى جواره. أظن سيدي لن يضيق بهذا الطلب كثيراً! وأكون شاكراً لسيدي تجنيبه الثوب الذي أرتديه اليوم - لأول مره - معابثة ماء المطر!
فقال الإمبراطور في بشاشة:
- لا عليك! ق ثوبك وهيا معي! من أين أنت قافل؟
فأجاب الضابط:
- آه! لقد كنت في زيارة واحد من أصدقائي. . . يشتغل حارس صيد وقد بالغ في إكرامي. . . وقدم إلي وجبة مختارة!
- وما هذا الذي قدم إليك؟
- خمن.!
- حسن. . . أيكون قدم إليك الثريد الفاخر مع نبيذ الشعير؟!