في الوقت الذي يزاحم القنوط آمال الشباب في ساحة العمل والنشاط قد ارتفع صوت ينادي الشبان إلى الخلاص مما أحاق بحياتهم العملية من ضغط وإرهاق، يقول لهم أن في يد الشباب معجزة الثروة الطائلة إذا هم ادخروا من أموالهم المتواضعة بضعة قروش تحتسب لهم أساساً للمساهمة في إنشاء شركات مصرية صناعية تزيد في كسبهم ناحية لن تزيدهم الأيام إلا سعة وتجديدا.
ذلك هو مشروع تعاون الشباب الذي يتقدم إلى شباب الأمة المصرية بهذه الفكرة الناضجة، يفصل لهم رءوس الأموال تفصيلا، يستطيع كل فتى وكل فتاة إلى الاشتراك فيه سبيلا. فخمسة قروش ما أسهل توفيرها في كل شهر مرة واحدة لمن أراد، وأكثر من مرة واحدة للقادرين!
فحسبنا من المصريين واحد في المائة من تعدادهم يؤمنون بتنفيذ هذه الفكرة. إن واحداً في المائة من خمسة عشر مليونا مصريا إذا ادخروا خمسة قروش لكل منهم شهرياً اجتمع لنا في عام واحد تسعون ألفا من الجنيهات. وهو مبلغ يحسب في تاريخنا الاقتصادي الناشئ بالشيء الكثير. فأنت حين تراجع تاريخ إنشاء بنك مصر وتعلم أنه قام أول ما قام على ثمانين ألفا فقط لا بد واجد من نفسك بعد هذا إحساسا طيبا نحو هذه التسعين ألفا من الجنيهات التي يستطيع شبان المدن المصرية وحدهم أن يدخروها في سنة واحدة من بقايا نفقاتهم النثرية في غير عنت ولا إرهاق.
أن الحركة الاقتصادية هي ميزة العصر الحاضر على كل العصور، ومن الأمثلة التي تساق في هذا البحث أن مصر تستورد سنويا من الخارج بما يقرب من المليون جنيه غرائر (زكائب) خشنة ساذجة، مع مصلحة التجارة والصناعة بعد درسها لصناعة الغرائر علميا قد تبينت إننا نستطيع أن ننشئ بتسعين ألفا من الجنيهات أو يزيد قليلا هذا المصنع العظيم الذي يغنينا عن بذل مليون أو ملايين بضرورة التكرار سنويا للمصانع الخارجية.
هذا كله إنما يقوم دليلا قويا على صلاح الدعوة التي يدعوها (مشروع تعاون الشباب) لفتح