للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قضايا الشباب بين العلم والفلسفة]

للأستاذ إبراهيم البطراوي

(تتمة)

وفي هذا الكتاب كما في بقية الكتب جينز تقريبا نجد أوضح البراهين وأقواها، تصريحا أو تلويحا، على أن العلم - بعد تجارب مضنية استغرقت القرون الماضية - عجز بل اعترف أنه من المحال عليه أن يجد معلولاً من غير علة. ودليله على هذا جميع تجاربه الصحيحة الماضية بدون استثناء، ولذا وضع قانونه الشهير عن (العلة والمعلول)

ثم يرينا في (نجومه) دلائل عظمة الله وقدرته ولطفه وحلمه وعطفه، تلك الدلائل القوية التي تبهر العقول وتصعقها. وإن أصدق ما يوصف به هذا الكتاب هو أنه تسبيحة العالم.

ثم ينظر إلينا قائلاً: وهاكم البرهان الواضح القاطع. . . بينما أشار إلى كتابه (الكون الغامض) وإذا فيه:

(إن الطبيعة تتجافى الآلات ذات الحركة المستديمة. . . ويفسر علم الديناميكا الحرارية كيف أن كل شيء في الطبيعة يصل إلى حالته النهائية بعملية يطلق عليها: (زيادة درجة التعادل)

فدرجة التعادل إذن يجب أن تزيد على الدوام، وهي لا تقف عن الزيادة إلا إذا وصلت إلى حد لا يمكن أن تتعداه. فإذا وصل الكون إلى هذه المرحلة وأصبحت كل زيادة أخرى في درجة التعادل (أنتروبي) مستحيلة، فني الكون. . .

(وقانون الطبيعة دائما هو أحد شيئين ليس غير: النماء أو الموت. وهي لا تجيز إلا سكونا واحداً هو سكون القبر. . .

وعلى أصح المشاهدات العلمية نجد أن درجة التعادل الكونية في ازدياد مستمر سريع، وإذن فقد كانت لها بالضرورة بداية وأنه حدث ما يمكن أن يسمى (خلقاً) وفي وقت ليس ببعيد بعداً لانهائياً).

وإن نهاية الفضاء والزمن على هذا النحو لتضطرنا إلى التسليم بأن عملية الخلق عمل من أعمال الفكر).

(وإن تحديد الثوابت مثل نصف قطر الكون، وحجمه، وكهاربه (ليستلزم) وجود الفكر الذي

<<  <  ج:
ص:  >  >>