كان أول مصنع أقيم لصناعة الزهريات في بلاد الإغريق بمدينة كورينثيا القرن السادس ق. م. وأنتشرت هذه الصناعة حتى بلغت جنوب ووسط إيطاليا وراجت منهما.
وكانت أول الزهريات الكورنثية صغيرة الحجم رقيقة التكوين، صنعت من طين ناعم الملمس، مزودة برسومات بنية حمراء رسمت على أرضية صفراء باهتة، أما نقوشها فكانت عبارة عن خطوط أفقية متجاورة، ألتفت حول البدن، وبين كل مجموعة من هذه الخطوط، وبين ما علاها تركت مسافة ملئت برسوم للحيوان والانسان في أوضاع مختلفة ولكنها بسيطة بالقياس إلى ما سيليها.
وتتلخص الصفة الظاهرة لهذا النوع في أنها مشابهة في مجموعها لتلك التي عملت برودس، من حيث الإخراج واختيار الألوان وأسلوب التصوير؛ فترى غصن شجرة وقد بدا بالقرب من قاعدة الزهرية متجهاً إلى أعلى، تفرعت منه أغصان أدق وأرفع، وزعت في نظام يدل على الخضوع لحظة مرسومة، بحيث جاءت بينها مسافات أو مساحات أستخدمها الفنان لتصوير الإنسان والحيوان كالسد والثور وأبي الهول، وما تبقى من المساحات زوده الرسام بزخارف من بينها الورود الصغيرة التي كانت محببة إلى الأغارقة بصفة خاصة.
على أن المستعرض للزهريات الكورنثية بصفة عامة يخرج بنتيجة صريحة هي أنها ذات احجام صغيرة كما سبق التنويه، وذات شكل كروي غالباً لها غطاء يوضع فوق العنق في بعض الأحيان.
وقد طرأ تغيير ظاهري في صناعتها في اواخر القرن السادس ق. م. فدت اكبر حجما وذات مقبضين ويسمونها (أمفورا) وأصبح لون الأرضية أكثر احمرارا نتيجة لزيادة الحريق في الأفران، ورأى الفنان نفسه مضطراً إلى استخدام نوع داكن من الورنيش