إذا كان في إمكانك أن تحتفظ بوقارك في مجتمع فقده ثم عابه عليك، وكان في إمكانك أن تثق بنفسك حينما يشك فيك، بعد أن تفهم رأيهم ووجهتهم التي يعيبونك فيها
إذا كان في إمكانك أن تصبر دون أن تمل من الصبر، وتصدق ولو كذب عليك، وتمتنع عن الحقد ولو حُقد عليك، دون أن تفتخر بحكمتك وحسن شمائلك
إذا كان في إمكانك أن تتصرف في أحلامك دون أن تمكنها من نفسك، وأن تفكر دون أن تجعل التفكير هدفاً لك
إذا كان في إمكانك أن تثبت عند الهزيمة كما تثبت عند النصر
إذا كان في إمكانك أن تكبح جماح نفسك فتصبر على أولئك الأوغاد الذين ينقلون كلامك بغير ما أمانة فيحرفونه ويبدلون فيه لغاية يقصدون بها نصب الشراك لأمثالهم الحمقى المجانين
إذا كان في إمكانك أن تصبر على نوائب الدهر فتحاول اليوم بناء ما تهدم معك بالأمس؛
إذا كان في إمكانك أن تجازف بكل مالك في مشروع نافع دون أن تظهر يأساً أو تذمراً إذا كانت عاقبتك الخسران؛
إذا كان في إمكانك أن تسخر قواك لخدمتك في زمن شيخوختك، وتثبت في وقت لم يبق لك فيه إلا إرادتك التي هي مصدر قوتك
إذا كان في إمكانك أن تخالط من هم أقل منك قدراً دون أن تخسر شيئاً من قدرك ومقامك، وأن تماشي الملوك دون أن تفقد شيئاً من تواضعك ولين جانبك
إذا كان في إمكانك أن تتجنب شر أعدائك وأصدقائك ثم تضع ثقتك في الجميع دون أن تسرف فيها مع أحد
وإذا كان في إمكانك أن تملأ فراغ دقيقة يملأك فيها الحقد على أحد بركض مسافة لا بأس بها، لك الدنيا وما فيها، وفوق هذا فستصبح رجلاً بكل معنى الكلمة يا بني. . .