سموها (مؤسسة الثقافة الشعبية) ولكن ما زال الاسم القديم (الجامعة الشعبية) جارياً على الألسنة، لتقدمه وخفته وثقل الاسم الجديد. . وقد رأيناه على بطاقة الدعوة إلى المهرجان كما نراه في الصحف، ولكن في المهرجان نفسه وعلى الألسنة الخطباء من المشرفين عليها أنفسهم لا يزال اسم الجامعة الشعبية هو السابق الأثير. وكأنهم قد أرضوا طلبة الجامعة (غير الشعبية) بتغيير الاسم (تحريرياً) فقط، حتى لا يشركهم الشعبيون في لفظ الجامعة. . وبذلك انتفى سبب من أسباب (الاعتصام)!
ولكي تثبت الجامعة الشعبية - وأنا على المصرين على ذلك - إنها جامعة حقاً، أراد قسم الدراسات الأدبية لجماعة من الأساتذة يستمع إليها المدعون من أهل العلم والأدب ورجال الصحافة. . ولنا تعقيب في موضوع المهرجان يأتي بعد أن نلقي نظرة على برنامجه.
بعد أن أفتتح المهرجان بالسلام الوطني ونشيد الجامعة الشعبية وقف الدكتور أحمد أمين بك رئيس مجلس إدارة الجامعة، فألقى كلمة قال فيها إن فكرة الجامعة الشعبية ثورة على النظم المدرسية التي كانت تقف عندها وزارة المعارف، فهي تقبل كل راغب في الثقافة غير متقيدة بسن ولا بامتحان دخول، ولا تعلم لتعطي شهادة تسعرها وزارة المالية؛ وهي تيسر الثقافة للعامل في مصنعه وللفلاح في حقله وللبنت في حارتها. . .، وقال إن مهمتها أن تمحو الأمية العقلية، فليس محو الأمية مقصوراً على تعليم القراءة والكتابة، وأن تكون رأياً عاماً ناضجاً يفهم حقائق الأمور ولا ينطلي عليه الخداع والدجل.
وذلك كلام قيم. غير أن الدكتور أحمد أمين بك صور المسألة على أن الجامعة الشعبية هي التي تحقق التثقيف العام المطلوب من حيث تكوين المواطن الصالح والرأي العام الناضج، كان ليس هذا من أغراض المدارس والجامعات التي تعلم الناشئين، وهو يعلم باعتباره مؤسسا للجامعة الشعبية أنها فرصة لمن فاتهم إتمام التعليم في الصغر فهي مكملة لنقص في الثقافة لا محدثه نوعاً جديداً من التثقيف فكل ما فيها - عدا المحاضرات العامة - أقسام تعلم ما يعلم في المدارس العامة والفنية.